وحديث أبي هريرة أيضًا:"أولاد المسلمين في جبل تكفلهم سارة وإبراهيم، فإذا كان يوم القيامة دَفعوهم إلى آبائهم"(١).
واحتجوا أيضًا بما رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في قول الله عزَّ وجلَّ: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩)} [المدثر: ٣٨، ٣٩] قال: هم أطفال المسلمين.
وقال آخرون: حُكم الأطفال كلهم كحكم آبائهم في الدنيا والآخرة، منهم مؤمنون بإيمان آبائهم، وكافرون بكفر آبائهم، فاطفال المسلمين في الجنة، وأطفال الكفار في النار.
وحجتهم حديث ابن عباس عن الصعب بن جثامة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في أطفال الكفار:"هم من آبائهم".
قال: وهذا عندي لا حجة فيه؛ لأنه إنما ورد في أحكام الدنيا أنهم إن أصيبوا في التبييت والغارة، فلا قَوَد فيهم، ولا دية، وقد نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قَتْل النساء والصبيان في دار الحرب.
واحتجوا أيضًا بحديث الشعبيّ عن علقمة بن قيس، عن سلمة بن يزيد الجعفيّ، قال: أتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إن أمنا ماتت في الجاهلية، وكانت تَقْري الضيف، وتَصِلُ الرحم، وتفعل، وتفعل، فهل ينفعها من عملها شيء؟ قال:"لا"، قلنا: إن أمنا وَأَدت أختًا لنا في الجاهلية، لم تبلغ الحنث، فهل ذلك نافع أختنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الوائدة، والموؤودة في النار، إلا أن تُدرِك الوائدة الإسلام، فيُغفر لها".
وروى بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الألهانيّ، قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس يقول: سمعت عائشة تقول: سألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذراريّ المؤمنين؟، فقال:"هم مع آبائهم" قلت: فلا عمل، قال:"الله أعلم بما كانوا عاملين". وسألته عن ذراري المشركين؟ فقال:"هم مع آبائهم"، قلت: فلا عمل، قال:"الله أعلم بما كانوا عاملين".