أن محبّة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأعمال، وأعظم القُرَب، فجعلها عُمْدته، واتّخذها عُدّته، والله تعالى أعلم (١).
قال الجامع عفا الله عنه: لا يخفى بُعد الاحتمال الثاني من سياق الحديث، فالأول هو الأقرب، فتأملّ بالإمعان، وبالله تعالى التوفيق.
(وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ) سبحانه وتعالى (وَرَسُولَهُ) - صلى الله عليه وسلم - (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ")؛ أي: لك الشرف العظيم، وهو أن تلحق بمن أحببتهم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى البحث فيه مستوفىً، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمهُ اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[٦٦٩٣] (. . .) - (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْيَشْكُرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْيَشْكُرِيُّ) -بفتح التحتانية، وسكون المعجمة، وضمّ الكاف- أبو عليّ الصائغ المروزيّ، ثقةٌ [١١].
رَوَى عن عبدان عبد الله بن عثمان، وأخيه شاذان عبد العزيز بن عثمان، وعلي بن الحكم الأنصاريّ، وهاشم بن مخلد، وعلي بن الحسن بن شقيق، وحبيب الجلاب المروزيين.
وروى عنه الشيخان، والنسائيّ، وأحمد بن سيار المروزيّ، والفضل بن محمد الشعرانيّ، ومحمد بن محمد بن رجاء بن السنديّ، ومحمد بن علي الحكيم الترمذيّ.
قال النسائيّ: ثقةٌ، وقال مسلمة بن قاسم: روى عنه بعض أصحابنا، ووثقه.
مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
روى عنه البخاريّ، والمصنّف، والنسائيّ، وليس له في هذا الكتاب إلا
(١) "المفهم" ٦/ ٦٤٦ - ٦٤٧.