للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رواه عن أبي هريرة جماعة من التابعين، ورُوي عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من وجوه أخرى، من رواية الأئمة الثقات الأثبات.

قال الحافظ: وقع لنا من طريق عشرة عن أبي هريرة، منهم طاوس في "الصحيحين"، والأعرج عند مسلم، من رواية الحارث بن أبي الذباب، وعند النسائيّ عن عمرو بن أبي عمرو، كلاهما عن الأعرج، وأبو صالح السمّان عند الترمذيّ، والنسائيّ، وابن خزيمة، كلهم من طريق الأعمش، عنه، والنسائيّ أيضًا، من طريق القعقاع بن حكيم، عنه، ومنهم أبو سلمة بن عبد الرَّحمن، عند أحمد، وأبي عوانة، من رواية الزهريّ، عنه، وقيل: عن الزهريّ عن سعيد بن المسيِّب، وقيل: عنه، عن حميد بن عبد الرَّحمن، ومن رواية أيوب بن النجار، عن أبي سلمة في "الصحيحين" أيضًا، ومن رواية محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عند ابن خزيمة، وأبي عوانة، وجعفر الفريابيّ في "القدر"، ومن رواية يحيى بن أبي كثير، عنه، عند أبي عوانة، ومنهم حميد بن عبد الرَّحمن، عن أبي هريرة في "الصحيحين"، ومنهم محمد بن سيرين، عندهما أيضًا، ومنهم الشعبيّ، أخرجه أبو عوانة، والنسائيّ، ومنهم همام بن منبه، أخرجه مسلم، ومنهم عمار بن أبي عمار، أخرجه أحمد.

وممن رواه عن النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عمر، عند أبي داود، وأبي عوانة، وجندب بن عبد الله، عند النسائيّ، وأبو سعيد، عند البزار، وأخرجه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق، والحارث من وجه آخر عنه، وقد أشار إلى هذه الثلاثة الترمذيّ. انتهى كلام الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ- (١)، وهو بحث نفيسٌ، والله تعالى أعلم.

(يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى)؛ أي: اختصما، وفي رواية همّام ومالك: "تحاجّ"، وهي أوضح، وفي رواية أيوب بن النجار، ويحيى بن كثير: "حَجَّ آدم وموسى"، وعليها شَرَح الطيبيّ، فقال: معنى قوله: "حج آدم وموسى": غلبه بالحجة، وقوله بعد ذلك: "قال موسى: أنت آدم إلخ" توضيح لذلك، وتفسير لِمَا أُجمل، وقوله في آخره: "فحج آدم موسى" تقرير لِمَا سبق، وتأكيد له، وفي رواية يزيد بن هرمز: "عند ربهما"، وفي رواية محمد بن


(١) "الفتح" ١٥/ ٢٣١ - ٢٣٢، كتاب "القدر" رقم (٦٦١٤).