بيان كل شيء"، وفي رواية ابن سيرين: "اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة"، وفي رواية أبي سلمة: "اصطفاك الله برسالته وكلامه"، ووقع في رواية الشعبيّ: "فقال: نعم"، وفي حديث عمر: "قال: أنا موسى، قال: نبِيّ بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أنت الذي كلمك الله من وراء حجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولًا من خلقه؟ قال: نعم".
(أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ) وفي رواية: "على أمر قدّر الله عليّ" بحذف المفعول، (قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ ") وفي رواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة:"فكيف تلومني على أمر كتبه الله، أو قدّره الله عليّ" ولم يذكر المدّة، وثبَت ذِكرها في رواية طاوس، وفي رواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ولفظه:"فكم تجد في التوراة أنه كُتب عليّ العمل الذي عملته قبل أن أُخلق؟ قال: بأربعين سنة، قال: فكيف تلومني عليه؟ " وفي رواية يزيد بن هرمز نحوه، وزاد:"فهل وجدت فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}[طه: ١٢١]؟ قال: نعم".
قال الحافظ: وكلام ابن عبد البرّ قد يوهم تفرد ابن عيينة عن أبي الزناد بزيادتها، لكنه بالنسبة لأبي الزناد، وإلا فقد ذكر التقييد بالأربعين غير ابن عيينة، كما تري، وفي رواية الزهريّ عن أبي سلمة، عند أحمد:"فهل وجدت فيها -يعني: الألواح، أو التوراة- أني أُهبط؟ "، وفي رواية الشعبيّ:"أفليس تجد فيما أنزل الله عليك أنه سيخرجني منها قبل أن يدخلنيها؟، قال: بلى"، وفي رواية عمار بن أبي عمار:"أنا أقدم أم الذِّكر؟ قال: بل الذِّكر"، وفي رواية عمرو بن أبي عمرو، عن الأعرج:"ألم تعلم أن الله قدّر هذا عليّ قبل أن يخلقني"، وفي رواية ابن سيرين:"فوجدته كَتَب عليّ قبل أن يخلقني؟ قال: نعم"، وفي رواية أبي صالح:"فتلومني في شيء كتبه الله عليّ قبل خلقي؟ "، وفي حديث عمر:"قال: فلِمَ تلومني على شيء سَبَق من الله تعالى فيه القضاء"، ووقع في حديث أبي سعيد الخدريّ:"أتلومني على أمر قدّره الله عليّ قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ ".
والجمع بينه وبين الرواية المقيدة بأربعين سنة: حمْلها على ما يتعلق بالكتابة، وحَمْل الأخرى على ما يتعلق بالعلم.