للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمد بن مسلم؛ أنه قال: (أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ) وفي رواية البخاريّ: "عن أبي سلمة" بدل سعيد بن المسيّب، قال في "الفتح": قوله: "عن أبي سلمة" هكذا رواه ابن أبي ذئب، عن الزهريّ، وتابعه يونس من طريق عبد الله بن المبارك عنه، وأخرجه مسلم من طريق ابن وهب، عن يونس، وخالفهما الزُّبيديّ، ومعمر، فروياه عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيّب بدل أبي سلمة، وأخرجه الذُّهْليّ في "الزهريات" من طريق الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وقد تقدم من طريق شعيب، عن الزهريّ، عن أبي هريرة، من غير ذِكر واسطة، وصنيع البخاريّ يقتضي ترجيح طريق أبي سلمة، وصنيع مسلم يقتضي تصحيح القولين عن الزهريّ، وبذلك جزم الذُّهْليّ. انتهى (١).

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ (أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا) نافية، (مِنْ مَوْلُودٍ) "من" زائدة بعد النفي، كما قال في "الخلاصة":

وَزِيدَ فِي نَفْيٍ وَشِبْهِهِ فَجَرّ … نَكِرَةً كَـ "مَا لِبَاغٍ مِنْ مَفَرّ"

وفي الرواية الآتية: "كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ عَلَى الْفِطْرَةِ وفي رواية للبخاريّ: "كلُّ مولود يولد على الفطرة". قال في "الفتح": قوله: "كل مولود أي: من بني آدم، وصرَّح به جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ: "كلُّ بني آدم يولد على الفطرة"، وكذا رواه خالد الواسطيّ، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، ذكرها ابن عبد البرّ.

واستُشْكِل هذا التركيب بأنه يقتضي أن كل مولود يقع له التهويد وغيره، مما ذُكر، والفرض أن بعضهم يستمرّ مسلمًا، ولا يقع له شيء.

والجواب: أن المراد من التركيب أن الكفر ليس من ذات المولود، ومقتضى طبعه، بل إنما حصل بسبب خارجيّ، فإن سَلِم من ذلك السبب، استمرَّ على الحقّ، وهذا يُقَوِّي المذهب الصحيح في تأويل الفطرة، كما سيأتي. انتهى (٢).


(١) "الفتح" ٤/ ١٨١، كتاب "الجنائز" رقم (١٣٨٥).
(٢) "الفتح" ٤/ ١٨١، كتاب "الجنائز" رقم (١٣٨٥).