للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: قال الحافظ -رحمه الله-: ذكر ابن هشام في "المغني" عن ابن هشام الخضراويّ أنه جعل هذا الحديث شاهدًا لورود "حتى" للاستثناء، فذكره بلفظ: "كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه، وينصّرانه"، وقال: ولك أن تخرّجه على أن فيه حذفًا؛ أي: يولد على الفطرة، ويستمرّ على ذلك حتى يكون؛ يعني: فتكون للغاية على بابها. انتهى، ومال صاحب "المغني" في موضع آخر إلى أنه ضُمِّن "يولد" معنى ينشأ مثلًا، قال: وقد وجدت الحديث في "تفسير ابن مردويه" من طريق الأسود بن سَرِيع بلفظ: "ليست نَسَمةٌ تولد، إلا وُلدت على الفطرة، فما تزال عليها، حتى يُبين عنها لسانها. . ." الحديث، وهو يؤيد الاحتمال المذكور، واللفظ الذي ساقه الخضراوي لم أره في "الصحيحين"، ولا غيرهما، إلا عند مسلم (١) في الرواية الآتية بلفظ: "حتى يعبّر عنه لسانه"، ثم وجدت أبا نعيم في "مستخرجه على مسلم" أورد الحديث من طريق كثير بن عبيد، عن محمد بن حرب، عن الزُّبيديّ، عن الزهريّ بلفظ: "ما من مولود يولد في بني آدم، إلا يولد على الفطرة، حتى يكون أبواه يهوّدانه. . ." الحديث، وكذا أخرجه ابن مردويه من هذا الوجه، وهو عند مسلم (٢) عن حاجب بن الوليد، عن محمد بن حرب، بلفظ: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، أبواه يهوّدانه … "، الحديث. انتهى.

(ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-، هذا ظاهر في أن تلاوة الآية من أبي هريرة، وليس مرفوعًا، ففي الرواية الآتية إدراجٌ، فليُتنبّه.

قال الطيبيّ -رحمه الله-: قوله: "ثم يقول" الظاهر: ثم قرأ، فعدل إلى القول، وأتى بالمضارع على حكاية الحال الماضية؛ استحضارًا له في ذهن السامع، كأنه يسمع منه -صلى الله عليه وسلم-. انتهى كلام الطيبيّ -رحمه الله- (٣).

واعترضه القاري، قائلًا: إن العلّة المذكورة لا تصلح أن تكون سببًا


(١) هو الحديث الخامس في هذا الباب.
(٢) هو الحديث الأول في الباب، وهو الذي نشرحه الآن.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٢/ ٥٤٦.