١ - (سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ) هو: سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الْجُمَحيّ بالولاء، أبو محمد المصريّ، ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ، من كبار [١٠](ت ٢٢٤) وله ثمانون سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" ٢٢/ ١٨٨.
٢ - (أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ) هو: محمد بن مُطَرِّف بن داود الليثيّ المدنيّ، نزيل عَسْقلان، ثقةٌ [٧] مات بعد الستين ومائة (ع) تقدم في "المساجد ومواضع الصلاة" ٥٢/ ١٥٢٥.
و"زيد بن أسلم" ذُكر قبله، وشيوخ مسلم لم يُسمّوا، وقوله:"عِدّة" بكسر العين، وتشديد الدال؛ أي: جماعة من أصحابنا؛ أي: مشايخنا.
[تنبيه]: رواية محمد بن مطرّف عن زيد بن أسلم هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في "صحيحه"، فقال:
(٣٢٦٩) - حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا أبو غسّان، قال: حدّثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد - رضي الله عنه -، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"لتتبعُنّ سَنَن من قبلكم، شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جُحْر ضَبّ لسلكتموه"، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال:"فمن". انتهى (١).
[تنبيه آخر]: تكلّم الحافظ الرشيد العطّار في "غرر الفوائد" في هذا الحديث، حيث قال فيه مسلم:"حدثني عدّة من أصحابنا إلخ" ولم يسمّ منهم أحدًا، قال: وقد تقدَّم الجواب عن مثل هذا القول بما فيه كفاية، ومع ذلك فقد بَيّنّا أن البخاريّ قد رواه في "صحيحه" عن سعيد بن أبي مريم هذا، ثم ساق رواية البخاريّ بسنده، قال: وهكذا أورده البخاريّ في "صحيحه" في أحاديث بني إسرائيل، فثبت اتّصاله من هذا الوجه الآخر، والحمد لله، وقد وصله أيضًا إبراهيم بن محمد بن سفيان الزاهد، راوي "صحيح مسلم"، فرواه عن الإمام أبي عبد الله محمد بن يحيىى الذُّهْليّ، عن سعيد بن أبي مريم كذلك، ولعل البخاريّ أحد العِدّة الذين سمع منهم مسلم هذا الحديث، ولم يسمِّهم، والله عزَّ وجلَّ أعلم. انتهى مختصر كلام الحافظ العطّار، وقد سبق في مقدّمة شرح المقدّمة بتمامه، فراجعه هناك، وبالله تعالى التوفيق.