بالسقط في الكلام، كما في الحديث:"المستبّان شيطانان، يتكاذبان، ويتهاتران"، قال: والمراد من هذا الحديث: مَن عُمِّر، وخَرِف في ذكر الله وطاعته، قال: والمراد بالمفردين على هذه الرواية: من انفرد بالعمر عن القَرْن الذي كان فيه، وأما على الرواية الأُولى، فالمراد بالمفردين: المتخلّون من الناس بذكر الله تعالى، كذا قال، ويَحْتَمِل، وهو الأظهر أن المراد بالانفراد على الروايتين: الانفراد بهذا العمل، وهو كثرة الذكر دون الانفراد الحسيّ، إما عن القرن، أو عن المخالطة، والله أعلم.
ومن هذا المعنى قولُ عُمر بن عبد العزيز ليلة عرفة بعرفة عند قرب الإفاضة: ليس السابق اليوم من سبق بعيره، وإنما السابق مَن غُفر له. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١/ ٦٧٨٤](٢٦٧٦)، و (الترمذيّ) في "الدعوات"(٣٥٩٦)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٣٢٣)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٨٥٨)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(٣/ ١٥٥)، و (الحاكم) في "المستدرك"(١/ ٤٩٥)، و (الحاكم الترمذيّ) في "نوادر الأصول"(٢/ ٨٩)، و (البيهقيّ) في "شُعَب الإيمان"(١/ ٣١٤)، والله تعالى اْعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضل ذكر الله -سبحانه وتعالى - ذكرًا كثيرًا.
٢ - (ومنها): بيان معنى "المفردين"، و"هم الذاكرون الله تعالى والذاكرات"، وفي رواية:"هم الذين أُهتِروا في ذكر الله"، وفي رواية:"هم المستَهْتَرون في ذكر الله، يضع عنهم الذكر أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خِفَافًا".
٣ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رحمه الله -: هذه الكثرة المذكورة في هذا