للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي الترمذيّ مرفوعًا: "يقول الله: إن عبدي كلَّ عبدي الذي يذكرني، وهو مُلاقٍ قِرْنه" (١).

وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: ٢٠٠]، وقال تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: ١٠٣]، وقال تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [النساء: ١٠٣] وقال تعالى في ذكر صلاة الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠)} [الجمعة: ١٠].

فأمَر بالجمع بين الابتغاء من فضله وكثرة ذكره، ولهذا ورد فضل الذكر في الأسواق، ومواطن الغفلة، كما في "المسند"، والترمذيّ، و"سنن ابن ماجه" عن ابن عمر مرفوعًا: "من دخل سوقًا يُصاح فيه، ويباع فيه، فقال: لا إله إلا وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة" (٢).

وفي حديث آخر: "ذاكر الله في الغافلين، كمَثَل المقاتل عن الفارّين، وذاكر الله في الغافلين كشجرة خضراء، في وسط شجر يابس" (٣).

قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة، وإن كان في السوق، وإن حرّك به شفته فهوأفضل.

وكان بعض السلف يقصد السوق ليذكر الله فيها بين أهل الغفلة.

والتقى رجلان منهم في السوق، فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتى نذكر الله في غفلة الناس، فخَلَوَا في موضع، فذكرا الله، ثم تفرقا، ثم مات أحدهما، فلقيه الآخر في منامه، فقال له: أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق؟

[فصل]: في وظائف الذكر الموظَّفة في اليوم والليلة:


(١) قال الترمذيّ: هذا حديث غريب، ليس إسناده بالقويّ.
(٢) صححه الحاكم، ووافقه الذهبيّ، وصححه الشيخ الألبانيّ.
(٣) ضعيف، قال الشيخ الألبانيّ: ضعيف معضل.