فلم يحصل الاعتناء بالتناسب، وبأن المراد: من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة، بحَسَب ما وقع الاختلاف في تفسير المراد بالإحصاء، فلم يكن القصد حَصْر الأسماء. انتهى.
قال الحافظ: وإذا تقرر رجحان أن سرد الأسماء ليس مرفوعًا، فقد اعتنى جماعة بتتبّعها من القرآن، من غير تقييد بعدد، فروينا في "كتاب المائتين" لأبي عثمان الصابونيّ بسنده إلى محمد بن يحيى الذُّهْليّ أنه استخرج الأسماء من القرآن، وكذا أخرج أبو نعيم عن الطبرانيّ، عن أحمد بن عمرو الخلال، عن ابن أبي عمرو: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين، سألت أبا جعفر بن محمد الصادق عن الأسماء الحسنى، فقال: هي في القرآن.
وروينا في "فوائد تمام" من طريق أبي الطاهر بن السرح، عن حبان بن نافع، عن سفيان بن عيينة الحديث؛ يعني: حديث: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا"، قال: فوَعَدَنا سفيان أن يُخرجها لنا من القرآن، فأبطأ، فأتينا أبا زيد، فأخرجها لنا، فعرضناها على سفيان، فنظر فيها أربع مرّات، وقال: نعم هي هذه.
وهذا سياق ما ذكره جعفر، وأبو زيد، قالا: ففي "الفاتحة" خمسة: "الله رب الرحمن الرحيم مالك"، وفي "البقرة": "محيط قدير عليم حكيم علي عظيم تواب بصير ولي واسع كاف رؤوف بديع شاكر واحد سميع قابض باسط حي قيوم غني حميد غفور حليم"، وزاد جعفر:"إله قريب مجيب عزيز نصير قويّ شديد سريع خبير". قالا: وفي "آل عمران": وهاب قائم"، زاد جعفر الصادق: "باعث منعم متفضل"، وفي "النساء": "رقيب حسيب شهيد مقيت وكيل"، زاد جعفر: "علي كبير"، وزاد سفيان: "عفوّ"، وفي "الأنعام": "فاطر قاهر"، زاد جعفر: "مميت غفور برهان"، وزاد سفيان: "لطيف خبير قادر"، وفي "الأعراف": "محيي مميت"، وفي "الأنفال": "نِعم المولى ونعم النصير"، وفي "هود": "حفيظ مجيد ودود فعال لِمَا يريد"، زاد سفيان: "قريب مجيب"، وفي "الرعد": "كبير متعال"، وفي "إبراهيم": "منان"، زاد جعفر: "صادق وارث"، وفي "الحِجر": "خلاق"، وفي "مريم": "صادق وارث"، زاد جعفر: "فَرْد"، وفي "طه" عند جعفر وحده: "غفار"، وفي "المؤمنين": "كريم"، وفي "النور": "حق مبين"، زاد سفيان: "نور"، وفي "الفرقان": "هاد"، وفي "سبأ": "فتاح"،