والعالم من:{عَالِمِ الْغَيْبِ}[المؤمنون: ٩٢]، والخالق من قوله:{خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر: ٦٢]، والغافر من:{غَافِرِ الذَّنْبِ}[غافر: ٣]، والغالب من:{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}[يوسف: ٢١]، والرفيع من:{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}[غافر: ١٥]، والحافظ من قوله:{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا}[يوسف: ٦٤]، ومن قوله:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]، وقد وقع نحو ذلك من الأسماء التي في رواية الترمذيّ وهي المحيي من قوله:{لَمُحْيِ الْمَوْتَى}[الروم: ٥٠]، والمالك من قوله:{مَالِكَ الْمُلْكِ}[آل عمران: ٢٦]، والنور من قوله:{نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[النور: ٣٥]، والبديع من قوله:{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[البقرة: ١١٧]، والجامع من قوله:{جَامِعُ النَّاسِ}[آل عمران: ٩]، والحَكَم من قوله:{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا}[الأنعام: ١١٤]، والوارث من قوله:{وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ}[الحجر: ٢٣]، والأسماء التي تقابل هذه مما وقع في رواية الترمذيّ مما لم تقع في القرآن بصيغة الاسم، وهي سبعة وعشرون اسمًا:"القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل العدل الجليل الباعث المحصي المبدئ المعيد المميت الواجد الماجد المقدم المؤخر الوالي ذو الجلال والإكرام المقسط المغني المانع الضار النافع الباقي الرشيد الصبور"، فإذا اقتُصر من رواية الترمذيّ على ما عدا هذه الأسماء، وأبدلت بالسبعة والعشرين التي ذكرتها خَرَج من ذلك تسعة وتسعون اسمًا، وكلها في القرآن واردة بصيغة الاسم، ومواضعها كلها ظاهرة من القرآن، إلا قوله:"الحفيّ" فإنه في سورة "مريم" في قول إبراهيم: {سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}[مريم: ٤٧]، وقلّ من نبَّه على ذلك.
قال: ولا يبقى بعد ذلك إلا النظر في الأسماء المشتقة من صفة واحدة، مثل:"القدير والمقتدر والقادر والغفور والغفار والغافر والعلي والأعلى والمتعال والملك والمليك والمالك والكريم والأكرم والقاهر والقهار والخالق والخلاق والشاكر والشكور والعالم والعليم"، فإما أن يقال: لا يمنع ذلك من عدّها، فإن فيها التغاير في الجملة، فإن بعضها يزيد بخصوصية على الآخر ليست فيه، وقد وقع الاتفاق على أن الرحمن الرحيم اسمان مع كونهما مشتقين من صفة واحدة، ولو مُنع مِن عدّ ذلك للزم أن لا يُعَدّ ما يَشترك الاسمان فيه مَثَلًا من حيث المعنى، مثل: الخالق البارئ المصور، لكنها عُدّت؛ لأنها ولو