للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧ - (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه: أبو بكر، عن أبي موسى - رضي الله عنه -، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن قيس - رضي الله عنه - الْأَشْعَرِيّ، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "جَنَّتَانِ) خبر لمبتدأ محذوف، أي هما جنتان، ويجوز أن يكون مبتدأ، وسوّغ الابتداء بالنكرة وقوعه موقع التفصيل، على حدّ قول الشاعر [من المتقارب]:

فَأَقْبَلْتُ زَحْفًا عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ … فَثَوْبٌ لَبسْتُ وَثَوْبٌ أَجُرُّ

والشاهد "فثوبٌ لبستُ"، وكذلك "وثوبٌ أجرّ" (١).

وفي رواية أبي عوانة في "مسنده:، وابن منده في "الإيمان"، من طريق أبي قُدامة الحارث بن عُبيد الإياديّ، عن أبي عمران الْجَوْنيّ: "جنّاتُ الْفِردوس أربع: ثنتان آنيتهما، وحليّهما، وما فيهما من ذهب، وثنتان من فضّة آنيتهما، وحليّهما، وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدن، وهذه الجنات تشخُب (٢) من جنات عدن، ثم تصدّع بعدُ أنهارًا". انتهى (٣).

وقوله: (مِنْ فِضَّةٍ) خبر لـ "جنّتان"، على الثاني، أي كائنتان من فضّة، وقوله: (آنِيَتُهُمَا، وَمَا فِيهِمَا) بدل اشتمال من "جنّتان"، أو من ضمير "كائنتان"، أو "آنيتهما" فاعل بالجارّ والمجرور؛ لاعتماده على مسند إليه، أو "من فضّة" خبر مقدّم، و"آنيتهما" مبتدأ مؤخّر، والجملة خبر "جنّتان"، وكذلك إعراب قوله: (وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا) وفي رواية حماد بن سلمة عن ثابت البنانيّ، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، قال حماد: لا أعلمه إلا قد رفعه قال: "جنتان من ذهب للمقربين، ومن دونهما جنتان من ورِقٍ لأصحاب اليمين"، أخرجه الطبريّ، وابن أبي حاتم، ورجاله ثقات.


(١) راجع: "شرح ابن عقيل على الخلاصة" ١/ ١٣٨.
(٢) من باب نصر: أي تدرّ، وتسيل.
(٣) "مسند أبي عوانة" ١/ ١٣٧ رقم (٤١٢)، و"الإيمان" لابن منده ٢/ ٧٧٢ رقم (٧٨١).