وجد ذلك أن يبادر إلى أخذ الأهبة حتى إذا حضره الموت لا يكرهه، بل يحبّه لِمَا يرجو بعده من لقاء الله تعالى.
٨ - (ومنها): أن فيه أن الله تعالى لا يراه في الدنيا أحد من الأحياء، وإنما يقع ذلك للمؤمنين بعد الموت أخذًا من حديث عائشة - رضي الله عنها - الآتي:"والموت قبل لقاء الله". واللقاء أعمّ من الرؤية، فإذا انتفى اللقاء انتفت الرؤية، وقد ورد بأصرح من هذا في "صحيح مسلم" من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعًا في الحديث الطويل الآتي في "الفتن"، وفيه:"تعلّموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت"، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
[٦٧٩٧](. . .) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ).
رجال هذا الإسناد: سبعة:
وكلّهم ذُكروا في الباب، وقبل أربعة أبواب.
[تنبيه]: رواية شعبة عن قتادة هذه ساقها النسائيّ - رحمه الله - في "الكبرى"، فقال:
(١٩٦٢) - حدّثنا محمد بن المثنى، قال: نا محمد (١)، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنسًا يحدّث عن عبادة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه". انتهى.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال: