للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدعاء لهم، والإلحاح عليهم؛ رجاء بركتهم، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "البركة مع أكابركم" (١)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الرابعة): في بيان اختلاف أهل العلم في تفسير الحسنة المذكورة في الآية:

(اعلم): أنه قد اختلفت عبارات السلف في تفسيرها، فعن الحسن قال: هي العلم، والعبادة في الدنيا، أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح، وعنه بسند ضعيف: الرزق الطيب، والعلم النافع، وفي الآخرة: الجنة.

وتفسير الحسنة في الآخرة بالجنة، نقله ابن أبي حاتم أيضًا عن السّدّيّ، ومجاهد، وإسماعيل بن أبي خالد، ومقاتل بن حيّان.

وعن ابن الزبير: يعملون في دنياهم لدنياهم وآخرتهم.

وعن قتادة: هي العافية في الدنيا والآخرة.

وعن محمد بن كعب القُرَظيّ: الزوجة الصالحة من الحسنات، ونحوه عن يزيد بن أبي مالك.

وأخرج ابن المنذر من طريق سفيان الثوريّ قال: الحسنة في الدنيا: الرزق الطيب، والعلم، وفي الآخرة: الجنة.

ومن طريق سالم بن عبد الله بن عمر قال: الحسنة في الدنيا: الْمُنَى، ومن طريق السدّيّ قال: المال.

ونقل الثعلبي عن السديّ، ومقاتل: حسنة الدنيا: الرزق الحلال الواسع، والعمل الصالح، وحسنة الآخرة: المغفرة والثواب.

وعن عطيّة: حسنة الدنيا: العلم، والعمل به، وحسنة الآخرة: تيسير الحساب، ودخول الجنة. وبسنده عن عوف قال: من آتاه الله الإسلام، والقرآن، والأهل، والمال، والولد، فقد آتاه في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة.

ونقل الثعلبيّ عن سلف الصوفية أقوالًا أخرى متغايرة اللفظ، متوافقة المعنى، حاصلها السلامة في الدنيا وفي الآخرة، واقتصر الكشّاف على ما نَقَله


(١) رواه الطبرانيّ في "المعجم الأوسط" ٩/ ١٦، وصححه ابن حبّان، والحاكم.