للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جميع ذات الإنسان؛ تسميةً للشيء ببعضه؛ أي: يضاعَف ثوابها حتى يصير مثل أصل ثواب العتق المذكور (١).

وفي رواية عبد الله بن سعيد: "عدل رقبة"، ويوافقه رواية مالك حديث البراء بلفظ: "من قال: لا إله إلا الله"، وفي آخره: "عشر مرات، كنّ له عدل رقبة"، أخرجه النسائيّ، وصححه ابن حبان، والحاكم، ونظيره في حديث أبي أيوب عند البخاريّ.

وأخرج جعفر الفِرْيابيّ في "الذكر" من طريق الزهريّ: أخبرني عكرمة بن محمد الدؤليّ؛ أن أبا هريرة قال: "من قالها فله عدل رقبة، ولا تعجزوا أن تستكثروا من الرقاب"، ومثله رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، لكنه خالف في صحابيه، فقال: عن أبي عياش الزُّرَقيّ، أخرجه النسائيّ.

(وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ) قال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: جَعَل في هذا الحديث التهليل ماحيًا من السيئات مقدرًا معلومًا، وفي حديث التسبيح جعل التسبيح ماحيًا لها مقدار زبد البحر، فيلزم أن يكون التسبيح أفضل، وقد قال في حديث التهليل: "ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به".

أجاب القاضي عياض بأن التهليل المذكور في هذا الحديث أفضل؛ لأن جزاءه مشتمل على محو السيئات، وعلى عتق عشر رقاب، وعلى إثبات مائة حسنة، والحرز من الشيطان (٢).

(وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا) بكسر الحاء المهملة، وسكون الراء، وبالزاي؛ أي: حِصْنًا مانعًا (مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ)؛ أي: في اليوم الذي قال فيه ذلك، وهو منصوب على الظرفيّة متعلّق بـ "حِرْزًا". (ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ) قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يعني: أن الله تعالى يحفظه من الشيطان في ذلك اليوم، فلا يقدر أن يَحمله على زلّة، أو وسوسة ببركة تلك الكلمات. انتهى.

وفي رواية عبد الله بن سعيد: "وحُفظ يومه حتى يمسي"، وزاد: "ومن قال مثل ذلك حين يمسى كان له مثل ذلك"، ومثل ذلك في طرق أخرى يأتي التنبيه عليها بعدُ. (وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ) وللبخاريّ: "ولم يأت أحد


(١) "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٢١٤.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٢١٤.