للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (أَبُو صَالِحٍ) ذكوان السمّان الزيّات المدنيّ، تقدّم أيضًا في الباب الماضي.

٧ - (أَبُو هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -، تقدّم أيضًا في الباب الماضي.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من خُماسيّات المصنّف رَحِمَهُ اللهُ، وأنه مسلسلٌ بالكوفيين إلى الأعمش، سوى يحيى، فنيسابوريّ، والباقيان مدنيّان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه - أحفظ من روى الحديث في دهره، روى (٥٣٧٤) حديثًا.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ نَفَّسَ) بتشديد الفاء؛ أي: فَرّج، قال الطيبيّ رَحِمَهُ اللهُ: يقال: نفّست عنه كَرْبه: إذا رفعته، وفرّجته عنه، مأخوذ من قولهم: أنت في نفَس: أي: سَعَة، كأن من كان في كربة وضيق سُدّ عنه مداخل الأنفاس، فإذا فُرّج عنه فُتحت المداخل، والمعنى هنا: من أزال، وأذهب (١). (عَنْ مُؤْمِنٍ) وفي بعض النسخ: "من مؤمن والمراد: أيّ مؤمن، ولو كان فاسقًا؛ مراعاة لإيمانه (٢)، وفي رواية ابن ماجه: "عن مسلم".

(كُرْبَةً) بضمّ الكاف، وسكون الراء: اسم مِن كَرَبه الأمر، من باب نصر: إذا شقّ عليه، وأهمّه، والجمع: كرب؛ أي: حزنًا، وعناءً، وشدّة، ولو حقيرة، قال القاري: وقال الطيبيّ: قوله: "كربة أي: غمًّا وشدّةً، نكّرها تقليلًا، وميّز بها بعد الإبهام، وبيّنها بقوله: "من كُرَب الدنيا"؛ للإيذان بتعظيم شأن التنفيس؛ يعني: أن أقلّه المختصّ بالدنيا يفيد هذه الفائدة، فكيف بالكثير المختصّ بالعقبى؟، فلذلك لم يقيّد هذه القرينة بما قيّده في القرينتين الأخيرتين من ذِكر الدنيا والآخرة معًا، ولأنهما تخصيص بعد التعميم؛ اهتمامًا بشأنهما. انتهى (٣). (مِنْ كُرَبِ) بضمّ الكاف، وفتح الراء، جمع كُربة، مثلُ غُرْفة وغُرَف،


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٢/ ٦٦٥.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ١/ ٤١٤.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٢/ ٦٦٥.