للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال النوويّ: المعنى: أن قولها يحصّل ثوابًا نفيسًا يُدّخَر لصاحبه في الجنة.

وأخرج أحمد، والترمذيّ، وصححه ابن حبان، عن أبي أيوب؛ أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلةَ أُسري به مَرّ على إبراهيم -على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام- فقال: "يا محمد مُرْ أمتك أن يُكثروا من غِراس الجنة، قال: وما غِراس الجنة؟ قال: لا حول، ولا قوّة الا باللَّه". انتهى (١).

(فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "قُلْ: لَا حَوْلَ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ") معنى "لا حول": لا حِيلة، يقال: ما له حيلة، وما له حول، وما له احتيال، وما له مُحتال، وما له مَحالة (٢).

وقال النوويّ: قال أهل اللغة: الحول: الحركة، والحيلة؛ أي: لا حركة، ولا استطاعة، ولا حيلة إلا بمشيئة اللَّه تعالى، وقيل: معناه لا حول في دفع شرّ، ولا قوة في تحصيل خير، إلا باللَّه، وقيل: لا حول عن معصية اللَّه إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحُكي هذا عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه-، وكله متقارب، قال أهل اللغة: ويعبَّر عن هذه الكلمة بالحوقلة، والحولقة، وبالأول جزم الأزهريُّ، والجمهور، وبالثاني جزم الجوهريّ، ويقال أيضًا: لا حَيْل، ولا قوّة في لغة غريبة، حكاها الجوهريّ وغيره.

قال العلماء: سبب كونها كنزًا من كنوز الجنّة أنها كلمة استسلام، وتفويض إلى اللَّه تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر. انتهى (٣)، واللَّه تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي موسى الأشعريّ -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٣/ ٦٨٣٨ و ٦٨٣٩ و ٦٨٤٥ و ٦٨٤١ و ٦٨٤٢ و ٦٨٤٣ و ٦٨٤٤] (٢٧٠٤)، و (البخاريّ) في "المغازي" (٤٢٠٥)


(١) "الفتح" ١٥/ ٢٢٣.
(٢) "كشف المشكل" لابن الجوزيّ ١/ ٤١٣.
(٣) "شرح النوويّ" ١٧/ ٢٦ بتصرّف.