لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد أخرجاه أيضًا كذلك من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب -يعني: الرواية التالية- وهو مذكور في "تحفة الأشراف"(١) في مسند ابن عمرو. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: الظاهر أن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما- كان حاضرًا عندما سأل أبو بكر -رضي اللَّه عنه- النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذا الدعاء، ثم ثبّته أبو بكر، فكان يُحدّث بهما، فصحّ كونه من مسنديهما، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٣/ ٦٨٤٥ و ٦٨٤٦](٢٧٠٥)، و (البخاريّ) في "الأذان"(٨٣٤) و"الدعوات"(٣٦٢٦) و"التوحيد"(٧٣٨٧ و ٧٣٨٨)، و (الترمذيّ) في "الدعوات"(٣٥٣١)، و (النسائيّ) في "المجتبى"(١٣٠٢) وفي "الكبرى"(١٢٢٥) وفي "عمل اليوم والليلة"(١٧٩)، و (ابن ماجه) في "الدعاء"(٣٨٣٥)، و (أحمد) في "مسنده"(١/ ٤ و ٧)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(٦/ ٤٦)، و (عبد بن حُميد) في "مسنده"(٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٨٤٥)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٩٧٦)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٣٢)، و (البزّار) في مسنده" (١/ ٨٥ و ١٩٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٢/ ١٥٤)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٦٩٤)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): استحباب طلب التعليم من العالم، خصوصًا في الدعوات المطلوب فيها جوامع الكلم.
٢ - (ومنها): ما قاله الكرمانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا الدعاء من الجوامع؛ لأن فيه الاعترافَ بغاية التقصير، وطلبَ غاية الإنعام، فالمغفرة سَتْر الذنوب ومحوها، والرحمة إيصال الخيرات، ففي الأول طلب الزحزحة عن النار، وفي الثاني طلب الجنة، وهذا هو الفوز العظيم.
٣ - (ومنها): أن فيه ردًّا على من زعم أنه لا يستحقّ اسم الإيمان إلا من لا خطيئة له، ولا ذنب؛ لأن الصدّيق -رضي اللَّه عنه- من أكبر أهل الإيمان، وقد علّمه