٥ - (أَبُوهُ) عروة بن الزبير بن العوّام الأسديّ المدنيّ الفقيه، تقدّم أيضًا قريبًا.
٦ - (عَائِشَةُ) أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها-، تقدّمت أيضًا قريبًا.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وله فيه شيخان قَرَن بينهما، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من هشام، والباقون كوفيّون، وأبو كريب أحد التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، والابن عن أبيه، وفيه عروة أحد الفقهاء السبعة، وفيه عائشة -رضي اللَّه عنها-، من المكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنْ عَائِشَةَ) -رضي اللَّه عنها-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ) هي قوله: (اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ)؛ أي: فتنة تؤدي إلى النار؛ لئلا يتكرر، ويَحْتَمِل أن يراد بفتنة النار: سؤال الخزنة على سبيل التوبيخ، وإليه الإشارة بقوله تعالى:{كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}[الملك: ٨]، وقوله:(وَعَذَابِ النَّارِ)؛ أي: من أن أكون من أهل النار، وهم الكفار فإنهم هم المعذَّبون، وأما الموحدون فإنهم مؤدَّبون، ومهذَّبون بالنار، لا معذبون بها (١).
وقال المناويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "وعذاب النار"؛ أي: إحراقها بعد فتنتها، كذا قرر بعضهم، وقال الطيبيّ: قوله: "فتنة النار"؛ أي: فتنة تؤدي إلى عذاب النار، وإلى عذاب القبر؛ لئلا يتكرر إذا فُسّر بالعذاب.
(وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ) معنى فتنة القبر: التحيّر في جواب منكَر ونكير، وقوله:(وَعَذَابِ الْقَبْرِ) عطف عامّ على خاصّ، فعذابه قد ينشأ عنه فتنة، بأن يتحير، فيعذَّب لذلك، وقد يكون لغيرها، كأن يجيب بالحقّ، ولا يتحير، ثم يعذَّب على تفريطه في بعض المأمورات، أو المنهيات، كإهمال التنزه عن البول.
وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الفتنة هنا هي ضلال أهل النار المفضي بهم إلى