للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هو حالة رؤية، ولو مع عُذر، فلذا تعوّذ منه، قاله المناويّ (١).

وقال في "الفتح": الفرق بين العجز والكسل: أن الكسل تَرْك الشيء مع القدرة على الأخذ في عمله، والعجز عدم القدرة. انتهى.

(وَالْجُبْنِ) بضمّ، فسكون: الْخَوَر عن تعاطي الحرب خوفًا على الْمُهْجة، وإمساك النفس، والضنّ بها عن إتيان واجب الحقّ. (وَالْهَرَمِ) -بفتحتين-: كِبَر السن المؤدي إلى تساقط القُوَى، وأما سوء الكِبَر فما يورثه كِبَر السن من ذهاب العقل، والتخبط في الرأي، وقال الموفق البغداديّ: هو اضمحلال طبيعيّ، وطريق للفناء ضررويّ، فلا شفاء له. (وَالْبُخْلِ) -بضمّ، فسكون، أو بفتحتين-: مَنْع السائل المحتاج عما يفضل عن الحاجة.

(وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ) تقدّم تفسيره في الحديث الماضي، (وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ") المحيا مفعل، من الحياة، والممات مفعل من الموت، ويقع على المصدر، والزمان، والمكان، قال النوويّ: واختلفوا في المراد بفتنة الموت، فقيل: فتنة القبر، وقيل: يَحْتَمِل أن يراد به: الفتنة عند الاحتضار، قال: وأما الجمع بين فتنة المحيا والممات، وفتنة المسيح الدجال، وعذاب القبر، فهو من باب ذِكر الخاصّ بعد العامّ، ونظائره كثيرة. انتهى.

وقال ابن دقيق العيد في "شرح العمدة": فتنة المحيا ما يتعرض له الإنسان مدة حياته، من الافتتان بالدنيا، والشهوات، والجهالات، وأشدّها وأعظمها -والعياذ باللَّه تعالى- أمر الخاتمة عند الموت، قال: وفتنة الممات يجوز أن يراد بها: الفتنة عند الموت، أضيفت إلى الموت؛ لِقُرْبِها منه، وتكون فتنة المحيا على هذا ما يقع قبل ذلك في مدة حياة الإنسان، وتصرّفه في الدنيا، فإن ما قارب الشيء يُعطَى حكمه، فحالة الموت تُشْبه الموت، ولا تُعَدّ من الدنيا، ويجوز أن يراد بفتنة الممات: فتنة القبر، كما صحّ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في فتنة القبر: "مثل، أو قريبًا من فتنة الدجال".

قال: ولا يكون هذا متكررًا مع قوله: "من عذاب القبر"؛ لأن العذاب


(١) "فيض القدير" ٢/ ١٢٢.