عند أحمد، بدل قوله:"مات على الفطرة": "بُني له بيت في الجنة"، قال الحافظ: وهو يؤيد ما ذكره القرطبيّ.
ووقع في آخر الحديث من طريق أبي إسحاق، عن البراء:"وإن أصبحت أصبت خيرًا"، وفي لفظ:"فإن أصبحت أصبحت، وقد أصبت خيرًا"؛ أي: صلاحًا في المال، وزيادة في الأعمال.
(قَالَ: فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ)؛ أي: لأحفظهنّ، وفي رواية للبخاريّ:"فجعلت أستذكرهنّ"، وفي رواية:"فردّدتها"؛ أي: ردّدت تلك الكلمات لأحفظهنّ، (فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-: ("قُلْ: آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ") قالوا: سبب الردّ إرادة الجمع بين المنصبين، وتعداد النعمتين، وقيل: هو تخليص الكلام من اللَّبس؛ إذ الرسول يدخل فيه جبريل؛ ونحوه، وقيل: هذا ذكر، ودعاء، فيُقتصر فيه على اللفظ الوارد بحروفه؛ لاحتمال أن لها خاصيّة ليست لغيرها، قاله في "العمدة"(١).
وقال أيضًا: وذكروا في هذا أوجهًا:
منها: أنه أمَره أن يجمع بين صفتيه، وهما الرسول والنبيّ صريحًا، وإن كان وَصْف الرسالة يستلزم وصف النبوة.
ومنها: أن ألفاظ الأذكار توقيفية في تعيين اللفظ، وتقدير الثواب، فربما كان في اللفظ زيادة تبيين ليس في الآخر، وإن كان يرادفه في الظاهر.
ومنها: أنه لعله أوحي إليه بهذا اللفظ، فرأى أن يقف عنده.
ومنها: أن ذِكره احترازٌ عمن أُرسل من غير نبوّة؛ كجبريل وغيره من الملائكة عليهم السَّلام؛ لأنهم رسل الأنبياء.
ومنها: أنه يَحْتَمِل أن يكون رذَه دفعًا للتكرار؛ لأنه قال في الأول:"ونبيّك الذي أرسلت".
ومنها: أن النبيّ فَعِيل، بمعنى فاعل، من النبأ، وهو الخبر؛ لأنه أنبأ عن اللَّه تعالى؛ أي: أَخبر، وقيل: إنه مشتق من النبوة، وهو الشيء المرتفع، وردّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على البراء حين قال:"ونبيّك الذي أرسلت" بما رَدّ عليه ليختلف