للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد تقدّم البحث في هذا مستوفًى مع الجواب عن الاستشكال الوارد على البيتين غير مرّة، وباللَّه تعالى التوفيق.

(أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟)؛ يعني: أباه -رضي اللَّه عنهما-، (فَقَالَ) ابن عمر: سمعته (مِنْ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ) -رضي اللَّه عنه-، وقوله: (مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) بدل من الجار والمجرور قبله.

[تنبيه]: وقع في بعض النسخ بلفظ: "سمعتَ من ابن عمر؟ فقال: من خير من ابن عمر". قال القرطبيّ: هكذا رواه السمرقنديّ بزيادة "ابن" في الموضعين، وهو وَهَمٌ؛ لأن القائل: "سمعت من خير من عمر" هو ابن عمر، وكذلك رواه الجماعة، وهو الصحيح. انتهى (١).

وقوله: (قَالَ ابْنُ نَافِع)؛ يعني: شيخه الثانيّ، وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن نافع، (فِي رِوَايَتِهِ) متعلّق بـ "قال"، (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ)؛ أي: بالعنعنة، (وَلَمْ يَذْكُرْ: سَمِعْتُ) غرضه من هذا الكلام بيان اختلاف شيخيه على خالد الحذّاء، فرواه عقبة بن مكرم بقوله: "عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ"، ورواه أبو بكر بن نافع بقوله: "عن خالد، عن عبد اللَّه بن الحارث"، وفائدته أن خالدًا من المدلسين، فتبيّن برواية عقبة انتفاء تدليسه، حيث صرّح بالسماع، واللَّه تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٧/ ٦٨٦٤] (٢٧١٢)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٦/ ١٩٩) وفي "عمل اليوم والليلة" (٦٩٦ و ٧٩٧)، و (ابن السنّيّ) في "عمل اليوم والليلة" (٧٢٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٥٥٤١)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٧٩)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (١٠/ ٤٥)، وفوائده تقدّمت، واللَّه تعالى أعلم.


(١) "المفهم" ٧/ ٤٢.