للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منه، من تراب، أو قَذاة، أو هَوَامّ. انتهى (١).

وقال في "المرعاة": قوله: "فإنه"؛ أي: الشأن (٢)، أو المريد للنوم، "لا يدري ما خلفه" بالفتحات، والتخفيف، "عليه"؛ أي: جاء عقبه على الفراش، قال البغويّ: يريد: لعل هامّة دَبّت، فصارت فيه بعده، وقوله: "ما خلفه بعده على فراشه"؛ أي: ما صار بعده خَلَفًا وبدلًا عنه إذا غاب، خَلَف فلان فلانًا إذا قام مقامه، والمراد: ما يكون قد دَبّ على فراشه بعدُ. انتهى (٣).

وقال في "العمدة": معناه: أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه؛ لئلا يكون قد دخل فيه حية، أو عقرب، أو غيرهما، من المؤذيات، وهو لا يشعر، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره؛ لئلا يحصل في يده مكروه، إن كان شيء هناك. انتهى (٤).

(فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَضْطَجِعَ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ) تقدّم بيان الحكمة في النوم على الشقّ الأيمن قريبًا. (وَلْيَقُلْ) وفي رواية للبخاريّ: "ثم يقول": (سُبْحَانَكَ) تقدّم منصوب على المصدريّة، وهو عَلَم على التسبيح، ومعناه: تنزيه اللَّه عن كل سوء، والتسبيح: معناه: التقديس والتنزيه، يقال: سبّحت اللَّه؛ أي: نزّهته عما لا يليق بجلاله. ("اللَّهُمَّ)؛ أي: يا اللَّه (رَبِّي) بدل مما قبله، (بِكَ) متعلّق بـ "وضعت أي: قائلًا، أو مستعينًا باسمك يا رب، (وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ)؛ أي: باسمك، أو بحولك، وقوتك (أَرْفَعُهُ) حين أرفعه، فلا أستغني عنك بحال.

ووقع في بعض النسخ: "لك وضعت جنبي، وبك أرفعه"، وعليها شَرَح القرطبيّ، فقال: قوله: "لك وضعت جنبي، وبك أرفعه" كذا صحّ: "لك وضعت" باللام، لا بالباء، "وبك أرفعه" رُوي بالباء، وباللام، فالباء للاستعانة؛ أي: بك أستعين على وضع جنبي، ورَفْعه، فاللام يَحْتَمِل أن يكون معناه: لك تقرّبت بذلك، فإنَّ نومه إنما كان ليستجمّ به لِمَا عليه من الوظائف، ولأنه كان يوحى إليه في نومه، ولأنه كان يُقتدَى به، فصار نومه عبادة، وأما


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٦/ ١٨٧٣.
(٢) تفسيره بالشأن هنا غير واضح، فتنبّه.
(٣) "مرعاة المفاتيح " ٨/ ٢٤٥.
(٤) "عمدة القاري" ٢٢/ ٢٨٩.