للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الملك"، وأمسى إذا دخل في المساء، وأمسى إذا صار؛ يعني: دخلنا في المساء، وصرنا نحن، وجميع الملك، والحمد للَّه تعالى. انتهى.

قال الطيبيّ: أقول: الظاهر أنه عطف على قوله: "الملك للَّه ويدلّ عليه قوله بعدُ: "له الملك، وله الحمد وقوله: "وأمسى الملك للَّه" حال من "أمسينا" إذا قلنا: إنه فعل تامّ، ومعطوف على "أمسينا" إذا قلنا: إنه ناقصٌ، والخبر محذوف؛ لدلالة الثاني عليه، والواو فيه كما في قول الحماسيّ:

فَأَمْسَى وَهْوَ عُرْيَانُ

قال أبو البقاء: "أمسى" هنا ناقصة، والجملة بعدها خبرها.

[فإن قلت]: خبر كان مثل خبر المبتدأ لا يجوز دخول الواو عليه.

[قيل]: الواو إنما دخلت في خبر كان؛ لأن اسمها يشبه الفاعل، وخبرها يشبه الحال.

وقوله: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) عطف على "الحمد للَّه" على تأويل: وأمسى الفردانيّة، والوحدانيّة مختصّتين باللَّه تعالى.

[فان قلت]: ما معنى "أمسى الملك للَّه"، والمُلك له أبدًا، وكذا الحمد؟.

[قلت]: هو بيان حال القائل؛ أي: عرفنا أن الملك، والحمد للَّه، لا لغيره، فالتجأنا إليه، واستعذنا به، وخصّصناه بالعبادة، والثناء عليه، والشكر له، ثم استمرّ ذلك بدخوله في الليل، واستعاذ مما يمنعه مما كان فيه في اليوم قائلًا: "أسألك من خير هذه الليلة" إلى آخره (١).

(وَحْدَهُ) حال مؤكدة؛ أي: منفردًا بالألوهية، (لَا شَرِيكَ لَهُ")؛ أي: في ربوبيّته، وألوهيّته، وأسمائه وصفاته، وقال القاري: أي: في صفات الربوبية، ولذا أكّده بقوله: "له الملك"؛ أي: جنسه مختص له، "وله الحمد"؛ أي: بجميع أفراده، "وهو على كل شيء"؛ أي شيء، أو على كل شيء شاءه، "قدير": كامل القدرة، تامّ الإرادة. انتهى (٢).


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ٦/ ١٨٧١ - ١٨٧٢.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٢٩٠.