للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغُرَف، وأبكار جمع الجمع، مثلُ رُطَب وأرطاب، وإذا أريد بُكرة يوم بعينه مُنعت الصرف؛ للتأنيث والعلميّة. انتهى (١).

(حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ) متعلّق بـ "خَرَجَ"، وقال في "المرعاة": قوله: "حين صلى الصبح"؛ أي: أراد صلاة الصبح؛ يعني: أراد أن يصلي فرض الصبح. انتهى (٢).

وقوله: (وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا) بفتح الجيم، وتُكسر؛ أي: موضع صلاتها، والجملة حالية. (ثُمَّ رَجَعَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- إليها (بَعْدَ أَنْ أَضْحَى)؛ أي: دخل في الضحوة، وهي ارتفاع النهار، قال الفيّوميّ: الضَّحَاءُ بالفتح، والمدّ: امتداد النهار، وهو مذكّر، كأنه اسم للوقت، والضَّحْوَةُ مثله، والجمع ضُحًى، مثلُ قَرْية وقُرًى، وارتفعت الضُّحَى؛ أي: ارتفعت الشمس، ثم استُعملت الضُّحَى استعمال المفرد، وسُمّي بها، حتى صُغِّرت على ضُحَيٍّ، بغير هاء، وقال الفراء: كَرِهوا إدخال الهاء؛ لئلا يلتبس بتصغير ضَحْوَةٍ. انتهى (٣).

(وَهِيَ جَالِسَةٌ) جملة حاليّة أيضًا؛ أي: والحال أنها جالسة في موضعها، وفي رواية أبي داود: "فخرج النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهي في مصلاها، ورجع، وهي في مصلاها"، وفي رواية أحمد، والترمذيّ، والنسائيّ: "أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَرّ عليها بُكرةً، وهي في المسجد تَذْكُر، ثم مَرّ بها قريبًا من نصف النهار"، ولابن ماجه: "مَرّ بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين صلى الغداة، أو بعدما صلى الغداة، وهي تذكر اللَّه، فرجع حين ارتفع النهار، أو قال: انتصف، وهي كذلك"، وفي "الأدب المفرد": "ثم رجع إليها بعدما تعالى النهار، وهي في مجلسها".

(فَقَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-: ("مَا) نافية، (زِلْتِ) بكسر التاء، خطاب لجويرية على تقدير الاستفهام؛ أي: أثَبَتِّ في مكانك، وما زلت؟.

[تنبيه]: "زِلْتِ" بكسر الزاي ماضي يَزال، كخاف يخاف، يقال: مَا زَالَ يفعل كذا، ولا أَزَالُ أفعله، لا يُتَكلَّم به إلا بحرف النفي، والمراد به: ملازمة الشيء، والحال الدائمة، مثل ما بَرِحَ وزنًا ومعنى، وقد تكلم به بعض العرب


(١) "المصباح المنير" ١/ ٥٨.
(٢) "مرعاة المفاتيح" ٧/ ٩١٥.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٣٥٨.