للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القاضي: أي: لرجحت تلك الكلمات على جميع أذكاركِ، وزادت عليهنّ في الأجر والثواب، والضمير راجع إلى "ما" باعتبار المعنى. انتهى (١).

وقال الطيبيّ نقلًا عن التوربشتيّ (٢): "لوزنتهنّ"؛ أي: ساوتهنّ، أو لو قُوبلت بما قلت لساوتهنّ، ويَحْتَمِل أن يراد الرجحان؛ أي: رجحت عليهنّ في الوزن، كما تقول: حاججته، فحَجَجته؛ أي: غلبته في الحجة، وأعاد الضمير إلى ما يقتضيه المعنى، لا إلى لفظة "ما" في قوله: "ما قلتِ"، وفيه تنبيهٌ على أنها كلمات كثيرة. انتهى (٣).

(سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ) قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا الكلام على اختصاره جملتان:

إحداهما: جملة "سبحان اللَّه"، فإنَّها واقعة موقع المصدر، والمصدر يدلّ على صدره، فكأنه قال: سبّحت اللَّه التسبيح الكثير، أو التسبيح كلَّه، على قول من قال: إن "سبحان اللَّه": اسم عَلَمٌ للتسبيح، "وبحمده" متعلِّق بمحذوف تقديره: وأُثني عليه بحمده؛ أي: بذكر صفات كماله، وجلاله، فهذه جملة ثانية، غير الجملة الأولى. انتهى (٤).

(عَدَدَ خَلْقِهِ) قال في "المرعاة": هو وما عُطف عليه منصوبات بنزع الخافض، ويقدَّر المقدار في الثلاثة الأخيرة؛ أي: بعدد جميع مخلوقاته.

وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "عدد خلقه" وكذلك ما بعده نُصب على المصدر؛ أي: سبّحته تسبيحًا يساوي خلقه عند التعداد، وزنة عرشه، ومداد كلماته في المقدار، ويوجب رضا نفسه، أو يكون ما يرتضيه لنفسه.

وقال المظهر (٥): "عدد خلقه" منصوب على المصدر؛ أي: أعدّ تسبيحه، وتحميده بعدد خلقه، وبمقدار ما يرضاه خالصًا، وبثِقَل عرشه، ومقداره، وبمقدار كلماته.


(١) "مرعاة المفاتيح" ٧/ ٩١٨.
(٢) سيأتي تعقب السيوطيّ عليه قريبًا.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٦/ ١٨٢٢.
(٤) "المفهم" ٧/ ٥٢.
(٥) سيأتي تعقّب السيوطيّ على كلامه قريبًا.