وقوله:(كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ)؛ يعني: أن كلًّا من وكيع، ومعاذ بن معاذ، وابن أبي عديّ رووا هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد المذكور؛ أي: عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن عليّ -رضي اللَّه عنه-.
وقوله:(مِنَ اللَّيْلِ)"من" بمعنى "في"، أو هي للتبعيض، ويستفاد منه كما أسلفته أن هذا الذكر في نوم الليل، لا في القيلولة ونحوها، ويَحتمل أن يكون تقييده بالليل لتأكّده فيه، فلا يخصّ الليل، واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: أما رواية وكيع عن شعبة، فقد ساقها أحمد -رَحِمَهُ اللَّه- في "مسنده"، فقال:
(٧٤٠) - حدثنا وكيع، ثنا شعبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ثنا عليّ؛ أن فاطمة شكت إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أثر العجين في يديها، فأَتَى النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سبي، فأتته تسأله خادمًا، فلم تجده، فرجعت، قال: فأتانا، وقد أخذنا مضاجعنا، قال: فذهبت لأقوم، فقال:"مكانكما"، فجاء حتى جلس، حتى وجدت برد قدميه، فقال:"ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أخذتما مضجعكما، سبَّحتما اللَّه ثلاثًا وثلاثين، وحَمِدتماه ثلاثًا وثلاثين، وكبّرتماه أربعًا وثلاثين". انتهى (١).
وأما رواية معاذ بن معاذ، وابن أبي عديّ كلاهما عن شعبة، فلم أجد من ساقهما، فليُنظر، واللَّه تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أولَ الكتاب قال: