للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وله فيه خمسة أسانيد فرّق بينها بالتحويل، وكلهم بصريون إلا زهيرًا، فبغداديّ، وجريرًا، وأبا عثمان فكوفيّان، وأسامة فمدنيّ، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ مخضرم، وأن صحابيّه ذو مناقب جمّة، فهو صحابيّ ابن صحابيّ، حِبّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وابن حِبّه -رضي اللَّه عنه-.

وقوله: (كلُّهُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ)؛ أي: كل هؤلاء الأربعة: حماد بن سلمة، ومعاذ بن معاذ، والمعتمر بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد رووا هذا الحديث عن سليمان التيميّ، وإنما لم يضمّ إليهم يزيد بن زريع؛ لمخالفة روايته روايتهم حيث قال: حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، فصرّح بالتحديث بخلافهم، فإنهم عنعنوا، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) عبد الرحمن بن ملّ -بتشديد اللام- ابن عمرو (عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيدٍ) -رضي اللَّه عنه- أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ) ظاهره أنه رأى ذلك ليلة الإسراء، أو منامًا، وهو غير رؤيته النار وهو في صلاة الكسوف، ووهم من وحّدهما، وقال الداوديّ: رأى ذلك ليلة الإسراء، أو حين خسفت الشمس، كذا قال (فَإذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا) هكذا هو في "صحيح مسلم" بلفظ الماضي، وقال السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: يَحْتَمِل أن المضي في المواضع كلها بمعنى الاستقبال، والتعبير عن المستقبل بالماضي؛ لإفادة أنه كالذي تحقق، ومضى، ويَحْتَمِل أن المضي في "قمت" على ظاهره، وكان القيام ليلة المعراج مثلًا (١)، وقوله: (الْمَسَاكِينُ) مرفوع على الفاعليّة.

وقال السنديّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وقوله: "فإذا عامة من دخلها" بمعنى أنه ظهر له ببعض علامات، أو عُلِّم به أراد اللَّه تعالى لإعلامه به، ومعنى من دخلها: من سيدخلها، واللَّه تعالى أعلم (٢).


(١) "حاشية السندي على صحيح البخاريّ" ٣/ ٩٨.
(٢) "حاشية السندي على صحيح البخاريّ" ٣/ ٩٨.