للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تادية ما يجب على صاحبها من الشكر، والمواساة، وإخراج ما يجب إخراجه. انتهى (١).

(وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ) بضم الواو المشدّدة؛ أي: تبدّلها بالبلاء. وقال القاري: أي: انتقالها من السمع، والبصر، وسائر الأعضاء.

[فإن قلت]: ما الفرق بين الزوال والتحول؟.

[قلت]: الزوال يقال في شيء كان ثابتًا لشيء ثم فارقه، والتحول تغير الشيء وانفصاله عن غيره؛ أي: إبدال الشيء بالشيء، فمعنى زوال النعمة: ذهابها من غير بَدَل، وتحوّل العافية: إبدال الصحة بالمرض، والغنى بالفقر، فكأنه سأل دوام العافية، وهي السلامة من الآلام، والأسقام.

وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أي: تبدّل ما رزقتني من العافية إلى البلاء، وقال في الفرق بين الزوال والتحوّل: الزوال يقال في شيء كان ثابتًا لشيء ثم فارقه، والتحول: تغيُّر الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التغيّر قيل: حال الشيء يحول حولًا، وباعتبار الانفصال قيل: حال بيني وبين كذا، وحوّلتُ الشيءَ، فتحوّلَ: غيّرته إما بالذات، وإما بالحكم، فمعنى زوال النعمة: ذهابها من غير بِدل، وتحول العافية: إبدال الصحّة بالمرض، والسلام بالبلاء. انتهى (٢).

ووقع في بعض نسخ أبي داود بلفظ: "وتحويل عافيتك" من باب التفعيل، فيكون من باب إضافة المصدر إلى مفعوله.

واستعاذ -صلى اللَّه عليه وسلم- من ذلك؛ لأن من اختصه اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بعافيته فاز بخير الدارين، فإن تحولت عنه، فقد أصيب بشرّ الدارين، فإن العافية يكون بها صلاح أمور الدنيا والآخرة (٣).

(وَفُجَاءَةِ) بضمّ الفاء، والمدّ، وفي نسخة: "وفَجْأَة" بفتح الفاء، وسكون الجيم، (نِقْمَتِكَ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الْفَجْأة بفتح الفاء، وإسكان الجيم،


(١) راجع: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٨/ ٣٦١.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٦/ ١٩١٤.
(٣) راجع: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٨/ ٣٦١.