للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مقصورة، على وزن ضربة، والْفُجَاءة بضم الفاء، وفتح الجيم، والمدّ لغتان، وهي البغتة. انتهى.

وقال في "العون": "الفجاءة" بضم الفاء، والمدّ، وفي نسخة بفتح الفاء، وسكون الجيم، بمعنى البغتة، والنقمة بكسر النون، وفتحها مع سكون القاف، وكَكَلِمة: المكافأة بالعقوبة، والانتقام بالغضب، والعذاب، وخصها بالذكر؛ لأنها أشدّ. انتهى (١).

وقال في "المرعاة": "وفجاءة نقمتك" بضم الفاء، وفتح الجيم، ممدودة: بمعنى البغتة، مشتقة مِن فاجأه مفاجأة: إذا جاءه بغتة، من غير أن يعلم بذلك، ويروى: "فَجْأة" بفتح الفاء، وإسكان الجيم، من غير مدّ، والنقمة بكسر النون وسكون القاف، وفي رواية بفتح، فكسر ككلمة (٢): العقوبة، وقال القاري: هي المكافأة بالعقوبة، والانتقام بالغضب والعذاب، وخَصّ فجاءة النقمة بالذكر؛ لأنها أشدّ من أن تصيب تدريجًا، كما ذكره المظهر، واستعاذ -صلى اللَّه عليه وسلم- من ذلك لئلا تصيبه النقمة من حيث لا يكون له علم بها، ولا تكون له فرصة، ومهلة للتوبة؛ لأنه إذا انتقم اللَّه من العبد، فقد أحل به من البلاء ما لا يقدر على دفعه، ولا يستدفع بسائر المخلوقين، وإن اجتمعوا جميعًا، كما ورد في حديث ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- مرفوعًا: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك. . . " (٣) الحديث. انتهى بتصرّف (٤).

(وَجَمِيعِ سَخَطِكَ") بفتحتين، أو بضمّ، فسكون؛ أي: ما يؤدي إليه؛ يعني: سائر الأسباب الموجبة لذلك، وإذا انتفت أسبابها حصلت أضدادها، وهو إجمال بعد تفصيل، وتعميم بعد تخصيص، أو المراد: جميع آثار غضبك،


(١) "عون المعبود" ٤/ ٢٨٣.
(٢) تقدّم أنها ككلمة، وتخفَّف مثلها، فتكون بفتح، فسكون، وبكسر، فسكون، فيكون فيها ثلاث لغات، فتنبّه.
(٣) حديث صحيح، أخرجه الترمذيّ برقم (٢٥١٦).
(٤) راجع: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٨/ ٣٦١.