للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ينصر، وقال ابن التين: هو بضم الراء في أكثر الأمهات، وقال الجوهريّ: إنه بكسرها، وهو دعاء في صورة الأمر، قال: وقوله: "فرجة" بضم الفاء، وفتحها، والفرجة في الحائط كالشقّ، والفرجة: انفراج الكروب، وقال النحاس: الفرجة بالفتح في الأمر، والفرجة بالضم فيما يُرى من الحائط ونحوه، قال العينيّ: الفرجة هنا بالضم قطعًا على ما لا يخفى. انتهى (١).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: قوله: من باب نصر ينصر هذا مخالف لِمَا في "الصحاح"، و"القاموس"، و"شرحه"، و"المصباح"، فقد ضُبط في كلها من باب ضرب، لا من باب نصر، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: (نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ) جملة في محلّ نصب صفة لـ "فرجةً"، وفيه تقييد لأطلاق قوله في رواية أخرى: "ففَرِّج عنا ما نحن فيه". (فَفَرَجَ) بتخفيف الراء، وتشديدها، (اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ) ووقع في رواية للبخاريّ بلفظ: "فانساخت عنهم الصخرة"؛ أي: انشقت، وأنكره الخطابيّ؛ لأنَّ معنى انساخ بالمعجمة: غاب في الأرض، ويقال: انصاخ بالصاد المهملة، بدل السين؛ أي: انشق من قِبَل نفسه، قال: والصواب: انساحت، بالحاء المهملة؛ أي: اتسعت، ومنه ساحة الدار، قال: وانصاح بالصاد المهملة بدل السين؛ أي: تصدع، يقال ذلك للبرق.

وتعقّبه الحافظ، فقال: الرواية بالخاء المعجمة صحيحة، وهي بمعنى انشقّت، وإن كان أصله بالصاد، فالصاد قد تُقلب سينًا، ولا سيما مع الخاء المعجمة، كالصخر والسخر، ووقع في حديث سالم: "فانفرجت شيئًا، لا يستطيعون الخروج"، وفي حديث النعمان بن بشير: "فانصدع الجبل، حتى رأوا الضوء" وفي حديث عليّ: "فانصدع الجبل، حتى طمعوا في الخروج، ولم يستطيعوا"، وفي حديث أبي هريرة وأنس: "فزال ثلث الحجر" (٢).

(وَقَالَ الآخَرُ) وفي رواية: "وقال الثاني"، (اللَّهُمَّ إِنَّهُ)؛ أي: الشأن، قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ذكّر ضمير الشأن، والمذكور في التفسير مؤنث، وهذا يدلّ على جواز ذلك. انتهى.


(١) "عمدة القاري" ١٢/ ٢٥.
(٢) "الفتح" ٨/ ١١٥ - ١١٦.