للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ حَنْظَلَةَ) بن الربيع -بفتح الراء، وكسر الموحّدة، وسكون التحتية- (الأُسَيِّدِيِّ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ضبطوه بوجهين: أصحهما، وأشهرهما ضم الهمزة، وفتح السين، وكسر الياء المشدّدة، والثاني كذلك، إلا أنه بإسكان الياء، ولم يذكر القاضي عياض إلا هذا الثاني، وهو منسوب إلى بني أُسَيّد بطن من بني تميم انتهى (١).

وقال الفَتَّني في "المغني: الأُسَيِّدي بمضمومة، ومفتوحة، وشدّة تحتية مكسورة، وسكونها، والشدة عند المحدثين؛ للأصل، وتسكينها عند أهل اللغة؛ لِلْخفة، منسوب إلى أسيد بن عمرو بن تميم بن مُرّ، ومنه حنظلة بن الربيع. انتهى.

وقال ابن عبد البرّ: بنو أُسَيِّد بن عمرو بن تميم من أشراف بني تميم، وهو أسَيِّد بكسر الياء، وتشديدها. انتهى.

وحنظلة هذا هو حنظلة بن الرَّبِيع بن صيفيّ التميمي المعروف بحنظلة الكاتب؛ لأنه كتب للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الوحي، ففي مسلم، والترمذيّ من طريق أبي عثمان النَّهْدي: "عن حنظلة، وكان من كُتَّاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-"، وهو ابن أخي أكثم بن صيفيّ حكيم العرب، وليس هو حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، أرسله النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أهل الطائف، وشَهِد القادسيّة، ونزل الكوفة، وتخلَّف عن عليّ في قتال أهل البصرة يوم الجمل، ونزل قرقيسياء حتى مات في خلافة معاودة -رضي اللَّه عنهما-، ولا عَقِب له (٢).

(قَالَ) أبو عثمان: (وَكَانَ) حنظلة هذا (مِنْ كتابِ) بضمّ الكاف: جَمْع كاتب؛ أي: كان ممن كتب الوحي لـ (رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في جميع نُسخ بلادنا، وذكره القاضي عن بعض شيوخهم كذلك، وعن أكثرهم: "وكان من أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-"، وكلاهما صحيح، لكن الأول أشهر في الرواية، وأظهر في المعنى، وقد قال في الرواية التي بعد هذه: "عن حنظلة


(١) "شرح النوويّ" ١٧/ ٦٥.
(٢) "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٧/ ٨٠٢.