للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولاعبناهم، وعالجنا أمورهم، واشتغلنا بمصالحهم، قال الهرويّ وغيره: معناه: حاولنا ذلك، ومارسناه، واشتغلنا به؛ أي: عالجنا معايشنا، وحظوظنا.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات" هو بالفاء والسين المهملة، قال الهرويّ وغيره: معناهْ حاولنا ذلك، ومارسناه، واشتغلنا به؛ أي: عالجنا معايشنا، وحظوظنا، والضيعات: جمع ضيعة بالضاد المعجمة، وهي معاش الرجل، من مال، أو حرفة، أو صناعة، وروى الخطابيّ هذا الحرف: "عانسنا" بالنون، قال: ومعناه: لاعَبْنا، ورواه ابن قتيبة بالشين المعجمة، قال: ومعناه: عانَقْنا، والأول هو المعروف، وهو أعمّ. انتهى (١).

(وَالضَّيْعَاتِ)؛ أي: الأراضي، والبساتين، جمع ضَيعة بالضاد المعجمة المفتوحة، وهي معاش الرجل، من مال، أو حرفة، أو صناعة. قال الهرويّ في "الغريبين": ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه، من صناعة، أو نخل، أو غَفة، أو غيرها كذلك أسمعنيه الأزهريّ، قال: شَمِر: ويدخل فيها الحرفة، والتجارة، يقال: ما ضيعتك؟ فتقول: كذا. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "عافسنا الأزواج، والأولاد، والضيعات" الرواية الصحيحة المعروفة: "عافسنا" بالعين المهملة، وبالفاء، والسين المهملة، ومعناه: عالجنا، وحاولنا، وفي "الصحاح": المعافسة: المعالجة؛ يعني: أنهم إذا خرجوا من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "اشتغلوا بهذه الأمور، وتركوا تلك الحالة الشريفة التي كانوا يجدونها عند سماع موعظة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومشاهدته، وروى الخطابيّ هذا الحرف: "عانسنا" بالنون، وفسّره بلاعَبْنا، ورواه القتيبي: "عانشنا" بالنون والشين المعجمة، وفسّره بعانَقْنا، والتقييد الأول أَولى روايةً ومعنًى، وقد جاء مفسَّرًا في الرواية الأخرى، فقال: "ضاحكت الصبيان، ولاعبت المرأة".

والضيعات: جمع ضيعة، وهي: ما يكون معاش الرجل منه، من مال، أو حرفة، أو صناعة، وقد تقدّم ذِكرها. انتهى (٣).


(١) "شرح النوويّ" ١٧/ ٦٦.
(٢) "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٧/ ٨٠٢.
(٣) "المفهم" ٧/ ٦٦ - ٦٧.