للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإعظامه، ومصافحته، والمسؤول من الكريم المتعال أن يمنحنا من صفاء هذه الأحوال. انتهى (١).

وقال الطيبيّ: قوله: "على فرُشكم، وطرقكم" يريد به الديمومة في جميع الحالات، وقال الأشرف: أي: في حالتَيْ فراغكم، وشُغلكم، وفي زمانَيْ أيامكم ولياليكم. انتهى (٢).

قال: وقوله: (وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ) استدراك عن هذا التعليق، وتقرير على الحالة التي كان عليها حنظلة، وأنكر عليها، ومن ثَمّ ناداه باسمه؛ تنبيهًا على أنه كان ثابتًا على الصراط المستقيم، وما نافق قط. انتهى (٣).

(سَاعَةً)؛ أي: كذا؛ يعني: المنا فسة، (وَسَاعَةً")؛ أي: كذا؛ يعني: المعافسة، وفي رواية: "ساعة فساعة" بالفاء، قال ابن الملك: الفاء في الساعة الثانية للإيذان بأن إحدى الساعتين معقبة بالأخرى.

والمعنى: أنه لا يكون الرجل منافقًا بأن يكون في وقت على الحضور، وفي وقت على الفتور، ففي ساعة الحضور تؤدون حقوق ربكم، وفي ساعة الفتور تقضون حظوظ أنفسكم.

ويَحْتَمِل أن يكون قوله: "ساعة وساعة" للترخيص، أو للتحفظ؛ لئلا تسأم النفس عن العبادة.

وحاصله: أن هذه المداومة على ما ذكرت يا حنظلة مشقّة لا يطيقها كل أحد، فلم يكلَّف بها، وإنما الذي يطيقه الأكثرون أن يكون الإنسان على هذه الحالة ساعة، ولا عليه بأن يصرف نفسه للمعافسة المذكورة وغيرها ساعة أخرى، وأنت كذلك، فأنت على الصراط المستقيم، ولم يحصل منك نفاق قط، كما توهمته، فانته عن اعتقادك ذلك، فإنه مما يُدخله الشيطان على السالكين، حتى يغيّرهم عما هم فيه، ثم لا يزال يغيّرهم كذلك إلى أن يتركوا العمل رأسًا (٤).


(١) "المفهم" ٧/ ٦٨.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٥/ ١٧٣٢.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٥/ ١٧٣٢.
(٤) "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٥١.