للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) وفي بعض النسخ: "ثلاث مرار"، قال القاري: وهو يَحْتَمِل أن يكون قوله: "والذي. . . إلخ"، أو قوله: "ولكن. . . إلخ"، أو قوله: "ساعة وساعة"، وإنما اختار الطيبي الأخير، لتحققه، وهذا يدل على تحقيقه. انتهى (١).

وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "ثلاث مرّات"، أي: قال: يكونون ساعةً في الحضور في الذكر، وساعةً في المعافسة ثلاث مرّات تأكيدًا لتأثير القول حتى يزيل عنه ما اتّهم به نفسه.

وقال التوربشتيّ: "ساعةً وساعةً" مُحْتَمِل للترخيص، وهو أظهر، ومُحْتَمِلٌ للحثّ على التحفّظ به، لئلا تسأم النفس عن العبادة.

وقال المظهر: معنى الحديث: لو كنتم في غَيبتي مثل ما كنتم في حضوري من صفاء القلب والخوف من اللَّه تعالى، ولو دمتم على الذكر لزارتكم الملائكة، وصافحتكم عيانًا، ولا بُدَّ من هذا القيد؛ لأنَّ الملائكة يصافحون أهل الذكر غير عِيان. انتهى (٢)، واللَّه تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث حنظلة بن الربيع الأُسيّديّ -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٦٩٤١ و ٦٩٤٢ و ٦٩٤٣] (٢٧٥٠)، و (الترمذيّ) في "الزهد" (٢٤٥٢ و ٢٥١٤)، و (ابن ماجه) في "الزهد" (٤٢٣٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٤/ ١٧٨ و ٣٤٦)، و (البيهقيّ) في "شُعب الإيمان" (٢/ ٢٣)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق" (١٥/ ٣٢٣)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): أنه ينبغي للمؤمن أن يكون شديد الخوف من النفاق على


(١) "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٥٢.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٥/ ١٧٣٢.