للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قِطَعًا صغارًا. انتهى (١).

وقال القاضي عياض في "المشارق": قوله في حديث المحرق: "اسحكوني، أو قال: اسحقوني" كذا في بعض الروايات، وفي رواية عن أبي ذرّ: "أو قال: اسهكوني"، وفي باب آخر: "اسكهوني" بتقديم الكاف. انتهى (٢).

(وَاذْرُونِي) يصحّ أن يُقرأ موصول الألف، من ذَرأت الشيء: فرّقته، ويصح أن يكون أصله من الثلاثي المزيد فيه، فتُقطع الهمزة، من قولهم: أذرت العين دمعَها، وأذريتُ الرجلَ عن فرسه؛ أي: رميته، وقال ابن التين: قرأناه بقطع الهمزة، قاله في "العمدة" (٣).

(فِي الرِّيحِ) متعلّق بما قبله، ثم ذكر لهم سبب أمْره بذلك بما ذكره بالفاء التعليليّة، فقال: (فَإِنِّي)؛ أي: لأني (لَمْ أَبْتَهِرْ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا) قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: بالهاء، رواية الشيوخ، وعند ابن ماهان: "لم يبتئر"، بالهمزة، وكلاهما بمعنى واحد، والهمزة تُبدل من الهاء، وكذلك ابتار، وامتار، بالباء، والميم، فإنَّها تُبدل منها. وقد فسّرها قتادة، فقال: لم يَدّخر، وهو تفسير صحيح، ويشهد له المعنى، والمساق. انتهى (٤).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في بعض النسخ، ولبعض الرواة: "أبتئر" بهمزة بعد التاء، وفي أكثرها: "لم أبتهر" بالهاء، وكلاهما صحيح، والهاء مُبدلة من الهمزة، ومعناهما: لم أُقَدِّم خيرًا، ولم أَدِّخره، وقد فسَّرها به قتادة في كلامه الآتي، وفي رواية: "لم يبتئر" هكذا هو في جميع النسخ، وفي رواية: "ما امتأر" بالميم، مهموزٌ أيضًا، والميم مبدلة من الباء الموحّدة. انتهى (٥).

(وَإِنَّ اللَّهَ يَقْدِرُ عَلَيَّ أَنْ يُعَذِّبَنِي) قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وجدنا الروايات، والنُّسخ تختلف في ضَبْط هذه الكلمات، وحاصله يرجع إلى تقييدين:

أحدهما: تشديد "إنَّ" مكسورة، ونَصْب الاسم المعظّم بها، و"يَقْدِرُ"


(١) "عمدة القاري" ٢٣/ ٧٤.
(٢) "مشارق الأنوار" ٢/ ٢٠٨.
(٣) "عمدة القاري" ٢٣/ ٧٤.
(٤) "المفهم" ٧/ ٧٨.
(٥) "شرح النوويّ" ١٧/ ٧٣.