للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإذا متّ، فأحرقوني، حتى إذا صِرْت فَحْمًا، فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثمَّ إذا كان ريح عاصف، فاذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوا، فقال اللَّه: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فَرَق منك، فما تلافاه أن -رَحِمَهُ اللَّهُ-"، فحدّثت أبا عثمان (١)، فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: "فاذروني في البحر"، أو كما حدث.

وقال معاذ: حدّثنا شعبة، عن قتادة، سمعت عقبة، سمعت أبا سعيد الخدريّ، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. انتهى (٢).

وأما رواية شيبان النحويّ عن قتادة، فساقها الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده فقال:

(١١٦٨٢) - حدّثنا حسن بن موسى، ثنا شيبان، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن رجلًا ممن خلا من الناس، رَغَسه اللَّه مالًا وولدًا، فلما حضره الموت، ودعا بنيه، فقال: أيُّ أبٍ كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه واللَّه ما ابتأر عند اللَّه خيرًا قط، فإذا مات فاحرقوه، حتى إذا كان فَحْمًا، فاسحقوه، ثم اذروه في يوم؛ يعني: ريحًا عاصفًا، قال: وقال نبيّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوا وربي، لمّا مات أحرقوه، حتى إذا كان فحمًا سحقوه، ثم أذروه في يوم عاصف، قال ربه: كن، فإذا هو رجل قائم، قال له ربه: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: رب خِفت عذابك، قال: فوالذي نفس محمد بيده ما تلافاه غيرها، أن غفر اللَّه له قال الحسن مرّةً: "ما تلاقاه غيرها، أن غفر اللَّه له قال قتادة: رجل خاف عذاب اللَّه، فأنجاه اللَّه من مخافته. انتهى (٣).

وأما رواية أبي عوانة عن قتادة، فساقها البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "صحيحه"، فقال:


(١) القائل: "فحدثت" هو سليمان التيميّ، و"أبو عثمان" هو: النهديّ، و"سلمان" هو الفارسيّ الصحابيّ -رضي اللَّه عنه-.
(٢) "صحيح البخاريّ" ٥/ ٢٣٧٨.
(٣) "مسند الإمام أحمد بن حنبل" ٣/ ٦٩.