أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ) وفي رواية سعيد بن جبير:"فيلتفت يمنةً ويسرةً، فيقول: لا بأس عليك، إنك في سِتري، لا يَطَّلِع على ذنوبك غيري"، وفي رواية:"اذهب، فقد غفرتها لك"، (فَيُعْطَى) بالبناء للمفعول، ووقع في بعض الروايات بلفظ:"فيُطوى"، وهو خطأ. (صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ)؛ أي: بيده اليمنى، حتى يقرأه، ويستبشر به، ويُقرئه أصحابه، كما قال اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (٢٣)} [الحاقة: ١٩ - ٢٣].
(وَأمَّا الْكُفَّارُ، وَالْمُنَافِقُونَ، فَيُنَادَى) بالبناء للمفعول، (بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ) ثم بيّن ما هو النداء؟ بقوله:(هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ) بنسبة الولد، والشريك إليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
[تنبيه]: أول الآية قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} أي: لا أحد أظلم منهم لأنفسهم؛ لأنهم افتروا على اللَّه كذبًا بقولهم لأصنامهم: هؤلاء شفعاؤنا عند اللَّه، وقولهم: الملائكة بنات اللَّه، وأضافوا كلامه سبحانه إلى غيره، واللفظ وإن كان لا يقتضي إلا نفي وجود من هو أظلم منهم كما يفيده الاستفهام الإنكاريّ، فالمقام يفيد نفي المساوي لهم في الظلم.
فالمعنى على هذا: لا أحد مثلهم في الظلم فضلًا عن أن يوجد من هو أظلم منهم، والإشارة بقوله:{أُولَئِكَ} إلى الموصوفين بالظلم المتبالغ، وهو مبتدأ، وخبره {يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ} فيحاسبهم على أعمالهم، أو المراد بعرضهم: عَرْض أعمالهم.
{وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ} الأشهاد: هم الملائكة الحفظة، وقيل: المرسلون. وقيل: الملائكة والمرسلون والعلماء الذين بلّغوا ما أمرهم اللَّه بإبلاغه، وقيل: جميع الخلائق.
والمعنى: أنه يقول هؤلاء الأشهاد عند العرض: هؤلاء المعرضون أو المعروضة أعمالهم الذين كذبوا على ربهم بما نسبوه إليه، ولم يصرّحوا بما كذبوا به، كأنه كان أمرًا معلومًا عند أهل ذلك الموقف.
وقوله:{أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} هذا من تمام كلام الأشهاد؛ أي: