للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتوفيت مارية -رضي اللَّه عنها- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، وذلك في المحرّم من سنة ست عشرة، وكان عمر يَحشُر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع. انتهى (١).

وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بخمس سنين (٢).

وذكر القاضي عياض أن ذلك الرجل كان قبطيًّا، وكان يتكلّم مع مارية القبطيّة -رضي اللَّه عنها-؛ لكونها من أهل وطنه، فاتّهمه بعض الناس من أجل ذلك.

(فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِعَلِيّ) بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-: ("اذْهَبْ) إليه (فَاضْرِبْ عُنُقَهُ" أي: اقتله بالسيف، (فَأَتَاهُ عَلِيٌّ) -رضي اللَّه عنه- (فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ) "إذا" هي الفجائيّة؛ أي: ففاجأه كونه في ركيّ، وهي بفتح الراء، وكسر الكاف، وتشديد الياء: البئر التي لم تُطو، وجمعها ركايا، مثلُ عطيّة وعَطايا، أفاده في "المصباح".

وفي "القاموس"، و"شرحه": الرَّكِيّة؛ كغَنِيّة: البئر، جمعها رُكِيٌّ، كعُتِيّ، وضبط في "الصحاح" بالفتح، ورَكَايا، وفي "النهاية": الرّكِيّ: جنس للرّكِيّة، والمجمع رَكَايا، وقد تكرر ذكره في الحديث مفردًا، ومجموعًا، وقال ابن سِيدَهْ: إنما قضيت عليها بالواو؛ لأنها من ركا الأرضَ رَكْوًا: إذا حفرها حَفْرًا مستطيلًا، وركا الأمرَ رَكْوًا: أصلح. انتهى (٣).

حال كونه (يَتَبَرَّدُ فِيهَا)؛ أي: يغتسل فيها طلبًا للبرودة، (فَقَالَ لَهُ)؛ أي: لذلك الرجل، (عَلِيٌّ) -رضي اللَّه عنه-: (اخْرُجْ) من الركيّ، (فَنَاوَلَهُ يَدَهُ)؛ أي: ناول الرجل يده عليًّا -رضي اللَّه عنه-؛ ليُخرجه منها (فَأَخْرَجَهُ)؛ أي: فأخذ بيده، فأخرجه منها، (فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ)؛ أي: ففاجأه كونه مجبوبًا؛ أي: مقطوع الذَّكَر، كما فسّره بقوله: (لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ) يستحقّ به القتل، (فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ)؛ أي: امتنع عليّ -رضي اللَّه عنه- عن قتله؛ لعدم موجب القتل، حيث كان مجبوبًا، لا يحصل منه الزنا. (ثمَّ أَتَى) عليّ -رضي اللَّه عنه- (النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ)؛ أي: الرجل الذي أمرتني


(١) "الاستيعاب" ٤/ ١٩١٢.
(٢) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٨/ ١١٢.
(٣) "تاج العروس" ص ٨٤١٠.