٣ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: إنما أظهر اللَّه تعالى تلك الآية في هذا المرتدّ؛ ليوضّح حجة نبيّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لليهود عيانًا، وليُقيم لهم على ضلالة من خالف دينه برهانًا، وليزداد الذين آمنوا إيمانًا ويقينًا. انتهى، واللَّه تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّلَ الكتاب قال:
١ - (أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ) تقدّم قبل باب.
٢ - (حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ) بن طَلْق بن معاوية النخعيّ، أبو عمر الكوفيّ القاضي، ثقةٌ فقيهٌ تغيّر حِفظه قليلًا في الآخر [٨](ت ٤ أو ١٩٥) وقد قارب الثمانين (ع) تقدم في "الإيمان" ٨/ ١٣٦.
٣ - (أَبُو سُفْيَانَ) طلحة بن نافع الواسطيّ، الإسكاف، نزيل مكة، صدوقٌ [٤](ع) تقدم في "الإيمان" ٤/ ١١٧.
والباقيان ذُكرا في الباب.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه جابر -رضي اللَّه عنه-، قد تقدّم القول فيه قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرِ) -رضي اللَّه عنه-: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَدِمَ) بكسر الدال، (مِنْ سَفَرٍ) هي سفر غزوة بني المصطلق، كما سيأتي. (فَلَمَّا كَانَ قُرْبَ الْمَدِينَةِ) بنصب "قُرب" على نزع الخافض، والخبر متعلّقه؛ أي: فلما كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- واصلًا بقربها (هَاجَتْ)؛ أي: ثارت، وظهرت (رِيحٌ شَدِيدَةٌ، تَكَادُ أَنْ تَدْفِنَ) بكسر الفاء؛ أي: تقرب أن تواري (الرَّاكِبَ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في جميع النسخ: