وقوله:({وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}) فيه أيضًا إثبات طيّ اللَّه تعالى السماوات بيمينه طيًّا حقيقيًّا لائقًا بجلاله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وقوله:({سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}) تنزيه منه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لنفسه بنفسه، فقد تنزّه اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَمَّا يُشْرِكُونَ به من المعبودات التي يجعلونها شركاء له، مع هذه القدرة العظيمة، والحكمة الباهرة، واللَّه تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد اللَّه بن مسعود -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢/ ٧٠٢٠ و ٧٠٢١ و ٧٠٢٢ و ٧٠٢٣](٢٧٨٦)، و (البخاريّ) في "التفسير"(٤٨١١) و"التوحيد"(٧٥١٣ و ٧٥١٤)، و (الترمذيّ) في "التفسير"(٣٢٣٨)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٤/ ٤١٣ و ٦/ ٤٤٦)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(١٠/ ١٦٤)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٩/ ٩٣ و ٢٦٥)، و (البزّار) في "مسنده"(٤/ ٣١٤ و ٥/ ١٨١)، و (الطبريّ) في "التفسير"(٢٤/ ٢٦)، و (ابن خزيمة) في "التوحيد"(ص ٧٧ و ٧٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٣٢٥ و ٧٣٢٦)، و (ابن أبي عاصم) في "السُّنَّة"(٥٤١)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل السُّنَّة"(٧٠٦)، و (الآجريّ) في "الشريعة"(ص ٣١٩)، و (البيهقيّ) في "الأسماء والصفات"(ص ٣٣٤)، و (البغويّ) في "التفسير"(٤/ ٨٧)، واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في أقوال العلماء في تفسير هذا الحديث:
(اعلم): أن هذا الحديث دليل واضح في إثبات الأصابع للَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وأنه يقبض بها المخلوقات، كما وُصف في هذا الحديث، فنحن نؤمن بذلك، كما نؤمن بسائر صفات اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-؛ كالسمع، والبصر، واليد، والعين، والتعجّب، والضحك، والرضا، والغضب، والنزول، والاستواء، وغير ذلك مما جاء في نصوص الكتاب، والسُّنَّة الصحيحة، على ظواهرها حقيقةً، لا مجازًا، على ما يليق بجلاله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فلا نعطّل، ولا نشبّه، ولا نؤوّل، ولنَذْكر هنا ما قاله المؤوّلون، وما ردّ به المحقّقون عليهم، فأذكر أوّلًا ما ساقه الحافظ في "الفتح"، ثم أذكر الردّ عليه، فأقول: