للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدَّرْمَك (١) وهو الأرض الجيّدة، قال القاضي: كأن النار غيّرت بياض وجه الأرض إلى الحمرة.

قال: وقوله: "ليس فيها عَلَم لأحد" هو بفتح العين، واللام؛ أي: ليس بها علامة سكنى، أو بناء، ولا أثر. انتهى (٢).

وقوله: (لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لأَحَدٍ") هكذا في رواية مسلم موصولًا بالحديث، وفيه إدراج، فقد أخرج الحديث البخاريّ، ثم قال في آخره: "قال سهل، أو غيره: ليس فيها مَعْلَم لأحد"، فبيّن أنه ليس موصولًا بالحديث، وإنما هو من كلام سهل، أو غيره، فتنبّه.

وقال في "الفتح": قوله: "قال سهل، أو غيره: ليس فيها مَعْلم لأحد" هو موصول بالسند المذكور، وسهل هو راوي الخبر، وأو للشكّ، والغير المبهم لم أقف على تسميته، ووقع هذا الكلام الأخير لمسلم من طريق خالد بن مَخلد، عن محمد بن جعفر مُدرجًا بالحديث، ولفظه: "ليس فيها عَلَمٌ لأحد"، ومثله لسعيد بن منصور، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، و"الْعَلَم"، و"الْمَعْلم" بمعنى واحد.

قال الخطابيّ: يريد أنها مستوية، والْمَعلَم بفتح الميم، واللام، بينهما مهملة ساكنة، هو الشيء الذي يُستدَلّ به على الطريق.

وقال عياض: المراد أنها ليس فيها علامة سكنى، ولا بناء، ولا أثر، ولا شيء من العلامات التي يُهتدَى بها في الطرُقات؛ كالجبل، والصخرة البارزة، وفيه تعريض بأرض الدنيا، وأنها ذهبت، وانقطعت العلاقة منها، وقال الداوديّ: المراد: أنه لا يحوز أحد منها شيئًا، إلا ما أدرك منها، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث سهل بن سعد -رضي الله عنهما- هذا متَّفقٌ عليه.


(١) "الدَّرْمَك" بوزن جعفر: الدقيق الحُوَّرَى.
(٢) "شرح النوويّ" ١٧/ ١٣٤.