قالوا: نكون فيها يسيرًا، ثم تَخْلُفونا فيها، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "اخسؤوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدًا"، ثم قال:"هل أنتم صادقيّ عن شيء، إن سألتكم عنه؟ " فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال:"هل جعلتم في هذه الشاة سمًّا؟ " قالوا: نعم، قال:"ما حملكم على ذلك؟ " قالوا: أردنا إن كنت كاذبًا نستريح، وإن كنت نبيًّا لم يضرّك، والله تعالى أعلم.
١ - (مُحمَّدُ) بن سيرين الأنصاريّ، أبو بكر بن أبي عمرة البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ عابدٌ. كبير القَدْر، كان لا يرى الرواية بالمعنى [٣](ت ١١٠)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٣٠٨.
والباقون تقدّموا في الباب الماضي، وقبل بابين، و"قرّة" هو: ابن خالد السَّدُوسيّ.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأنه مسلسل بالبصريين، سوى الصحابيّ، فمدنيّ، وفيه أبو هريرة -رضي الله عنه- أحفظ من روى الحديث في عصره.
شرح الحديث:
(عَنْ أَيِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ تَابَعَنِي) ولفظ البخاريّ: "لو آمن بي"، (عَشْرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ) قال صاحب "التحرير": عشرة من أحبارهم (١). (لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا)؛ أي: على ظهر الأرض، ويَحْتَمل أن يكون المراد: ظهر المدينة، لكنه بعيد، والأول هو الظاهر، والله تعالى أعلم.
(يَهُودِيٌّ إِلَّا أَسْلَمَ") وفي رواية الإسماعيليّ: "لم يبق يهوديّ إلا أسلم"،