(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥/ ٧٠٣١](٢٧٩٢)، و (البخاريّ) في "الرقاق"(٦٥٢٠)، و (عبد بن حميد) في "مسنده"(٩٦٢)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان عجيب صنع الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، حيث يجعل الأرض التي نشاهدها خبزة يأكل أهل الجنّة منها.
٢ - (ومنها): بيان ما سيفعل الله -عَزَّ وَجَلَّ- بالمؤمنين، حيث يُعدّ لهم نُزُلًا، كما يُعد للضيوف، وهذا غاية الإكرام والتبجيل.
٣ - (ومنها): أن مما يقوله أهل الكتاب ما هو حقّ موافق لِمَا في القرآن والسُّنَّة، فلذا قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم، وقولوا:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية [البقرة: ١٣٦]؛ لأنه إذا صدّقهم فربما يكون خبرهم كذبًا، فليزم تصديق الكذب، وإذا كذّبهم، فربما يكون خبرهم صدقًا، كما في هذا الحديث، فليزم تكذيب الصدق، فأرشد إلى ما هو الصواب فيه، وهو أن يقول المسلمون إذا حدّثهم أهل الكتاب:{آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الآية [البقرة: ١٣٦"].
٤ - (ومنها): أنه ينبغي للمسلم أن يأخذ الحقّ ممن قاله، ولا ينظر إلى أهليّة قائله، إذا لم يظهر منه ما يردّه، فإنه -صلى الله عليه وسلم- قَبِل ما قاله هذا اليهوديّ، ولم يعترض عليه؛ لكونه حقًّا موافقًا لِمَا أُوحي إليه، ولمّا أخبروه بخلاف الحقّ حين سألهم، ردّ عليهم، وكذّبهم، فقد أخرج البخاريّ في "صحيحه"، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لمّا فُتحت خيبر أُهديتْ للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- شاة فيها سمّ، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "اجمعوا إلي من كان ها هنا من يهود"، فجُمعوا له، فقال:"إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقيّ عنه؟ "، فقالوا: نعم، قال لهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "من أبوكم؟ " قالوا: فلان، فقال:"كذبتم، بل أبوكم فلان"، قالوا: صدقت، قال:"فهل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألت عنه؟ "، فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كَذَبنا عرفت كَذِبنا، كما عرفته في أبينا، فقال لهم:"مَن أهل النار؟ "،