للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: اثنا عشر:

وكلهم ذُكروا في هذا الباب، وفي الأبواب الأربعة الماضية، غير اثنين، هما:

١ - (عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) الْعَبسيّ الكوفيّ، تقدّم قريبًا.

٢ - (يَحْيَى بْن يَحْيَى) التميميّ النيسابوريّ الإمام، تقدّم أيضًا قريبًا. وقوله: (مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ) بالضمّ، مرض معروف، وكذا الزُّكمة بالضمّ أيضًا، وأزكمه الله بالألف، فزُكم بالبناء للمفعول، على غير قياس، فهو مزكوم (١).

وقوله: (فَإِنَّ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ … إلخ) إنما كان فقهًا؛ لأنه علم جهل نفسه، فهذا علم شريف، فإن من عرف جهله كفّ عن الكلام بما لا يعلمه، وطلب العلم كي يزيل جهله، ففيه خير عظيم.

وقوله: (كَسِنِي يُوسُفَ) بتخفيف الياء، مضافًا إلى يوسف.

وقوله: (وَجَهْدٌ) بفتح الجيم؛ أي: مشقّة شديدة، وحُكي ضمّها.

وقوله: (فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كهَيْئَةِ الدُّخَانِ، مِنَ الْجَهْدِ) قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: لا شكّ في أن تسمية هذا دخانًا تجوّز، وحقيقة الدخان ما ذُكر في حديث أبي سعيد، والذي حَمَل عبد الله بن مسعود على هذا الإنكار قوله: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢)} [الدخان: ١٢]، وقوله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (١٥) ولذلك قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ وهذا لا دليل فيه على نفي ما قاله ذلك القائل؛ لأنَّ حديث أبي سعيد إنما دلّ على أن ذلك الدخان يكون من أشراط الساعة قبل أن تقوم القيامة، فيجوز انكشافه كما تنكشف فتن الدجّال، ويأجوج ومأجوج، وأما الذي لا ينكشف فعذاب الكافر بعد الموت، فلا معارضة بين الآية والحديث، والشأن في صحة الحديث. انتهى (٢).

وقوله: (فَأَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ) هو أبو سفيان كما بُيّن في الرواية الماضي، لكن في "المعرفة" لابن منده في ترجمة كعب بن مرّة قال: دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مضر، فأتيته، فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نصرك الله،


(١) "المصباح" ١/ ٢٥٤.
(٢) "المفهم" ٧/ ٣٩٦.