مات في خلافة سليمان بن عبد الملك (ع) تقدم في "الأطعمة" ٦/ ٥٢٨٥.
[تنبيه]: كون ابن كعب بن مالك المبهم هنا هو عبد الرحمن هو الذي صرّح به في رواية الثوريّ من طريق بشر بن السريّ، وعبد الرحمن بن مهديّ المذكورة بعد هذا، ووقع في رواية بشر بن السريّ وحده عن الثوريّ التي تليها أنه عبد الله بن كعب بن مالك أخوه، وهو الذي عند البخاريّ من طريق يحيى القطّان عن الثوريّ، ثم علّق البخاريّ بعده، فقال: وقال زكريّا: حدّثني سعد، حدّثني ابن كعب، عن أبيه كعب، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأبهمه مثل رواية مسلم هذه.
قال الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ- في "الفتح": قوله: حدّثني ابن كعب، يريد أنه مغاير لرواية سفيان، عن سعد في شيئين: أحدهما إبهامه اسم ابن كعب، والثاني تصريحه بالتحديث، فيستفاد من رواية سفيان تسميته، ومن رواية زكريا التصريح باتصاله، وقد وقع في رواية لمسلم عند سفيان تسميته عبد الرحمن بن كعب، ولعل هذا هو السرّ في إبهامه في رواية زكريا، ويستفاد من صنيع مسلم في تخريج الروايتين عن سفيان أن الاختلاف إذا دار على ثقة لا يضرّ. انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: خلاصة المسألة أن الحديث ثابت عن الأخوين: عبد الرحمن، وعبد الله ابني كعب بن مالك عن أبيهما، فتفسير قوله: حدّثني ابن كعب بن مالك بأحدهما صحيح؛ لثبوته عنهما، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
٧ - (أَبُوهُ كَعْبُ) بن أبي كعب الأنصاريّ السَّلَمىّ -بالفتح- المدنيّ الصحابي المشهور، وهو أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا، وقد سبق قريبًا حديث توبته وصاحبيه مطوّلًا، مات في خلافة عليّ -رضي الله عنهما-، (ع) تقدّمت ترجمته في "صلاة المسافرين وقصرها" ١٣/ ١٦٥٩.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ- وأن نصفه الأول مسلسلٌ بالكوفيين، والثاني بالمدنيين، وفيه رواية الابن عن أبيه، وتابعيّ عن تابعيّ، وأن صحابيّه من مشاهير الصحابة -رضي الله عنهم-.