للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

عن (كَعْب) بن مالك -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ) بالخاء المعجمة، وتخفيف الميم: هي الطاقة الطرية اللينة، أو الغَضّة، أو القضبة، قال الخليل: الخامة: الزرع أول ما ينبت على ساق واحد، والألف منها منقلبة عن واو، ونقل ابن التين عن القزاز، أنه ذكرها بالمهملة، والفاء، وفسَّرها بالطاقة من الزرع، ووقع عند أحمد في حديث جابر: "مَثَل المؤمن مَثَل السُّنبلة، تستقيم مرّةً، وتخرّ أخرى وله في حديث لأُبيّ بن كعب: "مَثَل المؤمن مَثَل الخامة تحمرّ مرةً، وتصفرّ أخرى".

(تُفِيئُهَا الرِّيحُ) بفاء، وتحتانية، مهموزًا: كتُميلها وزنًا ومعنًى، ونقل ابن التين عن أبي عبد الملك أن معنى تُفيئها: ترقدها، وتعقبه بأنه ليس في اللغة فاء: إذا رقد، قال الحافظ: لعله تفسير معنى؛ لأن الرقود رجوع عن القيام، و"فاء" يجيء بمعنى رجع.

(وَتَصْرَعُهَا مَرَّةً)؛ أي: تخفضها (وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى) بفتح أوله، وسكون العين المهملة، وكسر الدال، وبضم أوله أيضًا، وفتح ثانيه، والتشديد، من التعديل، ووقع عند مسلم: تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى، وكأن ذلك باختلاف حال الريح: فإن كانت شديدة حرّكتها فمالت يمينًا وشمالًا حتى تقارب السقوط، وإن كانت ساكنة أو إلى السكون أقرب أقامتها. ووقع في رواية زكريا عند مسلم: حتى تهيج، ولأحمد من حديث جابر مثله.

(حَتَّى تَهِيجَ)؛ أي: تَيْبَس، قاله النوويّ، وقال في "الفتح أي: تستوي، ويكمل نضجها.

(وَمَثَلُ الْكَافِرِ) وفي روا ية "المنافق وفي أخرى: "الفاجر"، (كمَثَلِ الأَرْزَةِ) تقدّم الاختلاف في ضبطها، ومعناها في الحديث الماضي، وقوله: (الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا) بضم الميم، وسكون الجيم، وكسر الذال المعجمة، ونصب الياء باثنتين تحتها؛ أي: المنتصبة الثابتة، يقال منه: جذى، وأجذى: إذا انتصب، واستقام، قاله القاضي عياض (١).


(١) "مشارق الأنوار" ١/ ١٤٣.