للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليا، من توقي الحديث عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلا عند الحاجة؛ خشيةَ الزيادة والنقصان، وهذه كانت طريقة ابن عمر، ووالده عمر -رضي الله عنهما-، وجماعة، وإنما كثرت أحاديث ابن عمر مع ذلك؛ لكثرة من كان يسأله، ويستفتيه. انتهى (١).

وقال في "العمدة": فيه دلالة على أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان متوقيًا للحديث، وقد كان على قول أبيه: "أقلّوا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، قاله ابن بطال، وقال الشيخ قطب الدين: قد يكون تَرْكه لغير هذا الوجه، إما لعدم نشاطه؛ للاشتغال بمؤونة السفر وتعبه، أو لعدم السؤال، قال العينيّ: يمكن التوفيق بينهما بأنه كان يتوقى الحديث ما لم يُسأل، فإذا سئل أجاب، وأكثر الجواب عند كثرة السؤال، فإنه كان من المكثرين في الحديث. انتهى (٢).

وقوله: (فَأُتِيَ) بالبناء للمفعول، (بِجُمَّارٍ) -بضم الجيم، وتشديد الميم-، وهو الذي يؤكل من قلب النخل يكون لَيّنًا، قاله النوويّ (٣).

وقال في "العمدة": قوله: "بجمار" بضم الجيم، وتشديد الميم، وهو شحم النخيل، وهو الذي يؤكل منه، وفي "العباب": ويقال له: الجامور أيضًا. انتهي (٤).

وقوله: (فَذَكرَ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمَا) فاعل "ذَكَرَ" ضمير ابن أبي نَجِيح.

وقوله: (حديثهما) هكذا النُّسخ بضمير التثنية، والظاهر أنه "حديث" بالإفراد؛ لأنه يرجع إلى أبي الخليل الضبعيّ؛ أي: حدّث ابن أبي نجيح عن مجاهد بنحو حديث أبي الخليل عنه في السند الماضي.

[تنبيه]: رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في "صحيحه"، فقال:

(٧٢) - حدّثنا عليّ (٥)، حدّثنا سفيان، قال: قال لي ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يحدّث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثًا واحدًا، قال: كنا عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأُتي بِجُمَّار، فقال:


(١) "الفتح" ١/ ٢٩١ رقم (٧٢).
(٢) "عمدة القاري" ٢/ ٥٤.
(٣) "شرح النوويّ" ١٧/ ١٥٥.
(٤) "عمدة القاري" ٢/ ٥٤.
(٥) هو: ابن المدينيّ، وسفيان هو: ابن عيينة.