للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"إن من الشجر شجرةً، مَثَلُها كمَثَل المسلم"، فأردت أن أقول: هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "هي النخلة". انتهى (١).

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال: [٧٠٧٥] ( … ) - (وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِجُمَّارٍ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (ابْنُ نُمَيْرٍ) هو: محمد بن عبد الله بن نمير الْهَمْدانيّ الكوفي، تقدّم قبل خمسة أبواب.

٢ - (أَبُوهُ) عبد الله بن نُمير الْهَمْدانيّ الكوفيّ، تقدّم في الباب الماضي.

٣ - (سَيْفُ) بن سليمان، أو ابن أبي سليمان المخزوميّ المكيّ، ثقةٌ ثبتُ رُمي بالقدر، سكن البصرة أخيرًا [٦] مات بعد سنة (١٥٠) (خ م د س ق) تقدم في "الصلاة" ١٦/ ٩٠٦.

[تنبيه]: قوله: "سيف" قال النوويّ رحمه اللهُ: هكذا صوابه "سيف"، قال القاضي: ووقع في نسخة: "سفيان"، وهو غلط، بل هو سيف، قال البخاريّ: وكيع يقول: هو سيف أبو سليمان، وابن المبارك يقول: سيف بن أبي سليمان، ويحيى بن القطان يقول: سيف بن سليمان. انتهى (٢).

والباقيان ذُكرا قبله.

وقوله: (فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ) فاعل "ذَكَرَ" ضمير سيف، وقوله: "نحو حديثهم" هكذا النُّسخ بضمير الجماعة، مع أن المحلّ محلّ تثنية؛ لأنه يرجع إلى أبي الخليل، وابن أبي نجيح، إلا أنه استعمل ضمير الجماعة للاثنين، وهو استعمال صحيح، كما أسلفناه غير مرّة؛ لأن أقلّ الجمع اثنان، كما في قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨)} [الأنبياء: ٧٨]، فالضمير في: "لحكمهم" ضمير جماعة


(١) "صحيح البخاريّ" ١/ ٣٩.
(٢) "شرح النوويّ" ١٧/ ١٥٥.