(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [١٩/ ٧٠٧٧ و ٧٠٧٨](٢٨١٢)، و (الترمذيّ) في "البرّ والصلة"(١٩٣٧)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ٣١٣ و ٣٥٤ و ٣٦٦ و ٣٨٤)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(٢٢٩٤)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٩٤١)، و (ابن أبي عاصم) في "السُّنَّة"(٨)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٥٢٥)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضيلة جزيرة العرب، حيث أيس الشيطان أن يعبده المؤمنون فيها بعبادة الأصنام، والأوثان، بل يستمرّون على الإسلام، ولا ينافي ذلك ما وقع فيها من ارتداد بعضهم، فإن الحكم على الغالب.
٢ - (ومنها): بيان تسلّط الشيطان على المؤمنين، فهو وإن أيس من ارتدادهم بعبادة الأصنام، إلا أنه يسعى، ويبذل جهده في التخذيل بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء فيهم.
٣ - (ومنها): بيان معجزة للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر بما سيقع بعده، فكان كما أخبر -صلى الله عليه وسلم-.
٤ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ رحمه الله: يعني -والله أعلم-: أن المسلمين في جزيرة العرب ما أقاموا الصلاة فيها وأظهروها لم يظهر فيها طائفة يرتدون عن الإسلام إلى عبادة الطواغيت والأوثان، فإذا تركوا الصلاة، وذهب عنهم اسم المصلّين، فإذ أولئك يكونون شرار الخلق، وهذا إنما يتمّ إذا قَبَض اللهُ تعالى المؤمنين بالريح الباردة المذكورة في حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، وحينئذ يتمثل لهم الشيطان، فيقول لهم: ألا تستحيون؟ فيقولون: فإذا تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وحينئذ تضطرب أليات دَوْس حول ذي الخلصة، وتُعبد اللات والعزى (١)، والله تعالى أعلم.